تحليل سمات الشخصية النفسية للمبدعة
* لامية بلخضر *
عبر تحليل شكل و مضمون المجموعة القصصية
* عصي على النسيان*
بقلم الأخصائية النفسانية بجة حياة

1- السمات النفسية الظاهرة من خلال تحليل المجموعة القصصية شكلا:
1-1 القلق و المخاوف:
من خلال شكل الكتابة ، فالكاتبة تندفع في كتابتها إلى حافة الورقة يمينا ، وهذا دليل على شعورها بالقلق ، كما أن الكاتبة متفاعلة مع كل شخص ومع كل ما هو حولها تفاعلا جيدامع أنها تواجه مخاوف من المستقبل إلى أنها تواجه العراقيل بثقة عالية و شجاعة و إقبال ، يبدو أن كاتبتنا بحاجة ماسة إلى شخص معين ليقف بجانبها في مواجهة الحياة.الكاتبة على العموم تحب ان تكون الأشياء حولها مرتبة بشكل جيد كما أنها منظمة.

1-2 الجاذبية:
من خلال كثرة الفراغات في القصص ، إذ تمتاز كاتبتنا بكثرة ترك المسافات الكبيرة و هذا
دليل على التميز في الأفكار و المعاملات مع الآخرين غير أنه يمكن أن يكون دليل التحفظ لذلك نجد الكاتبة تترك المسافات بينها و بين الآخرين محاولة أن تفرض عليهم إحترامهم لها و بذلك تنتهي إلى العزلة و الوحدة ، لأنها لا تختلط مع الناس بسهولة ، و بالتالي تبق محط الأنظار الراغبين في إكتشاف شخصيتها و التعرف على نمط تفكيرها و الولوج إلى عالم اسرارها .

1-3 تأكيد الذات :
أ-الوضوح: من خلال العنوان الذي كتب بخط واضح و عريض نسنتتج أن الكاتبة غير مكبوتة المشاعر تحب المجال الواسع و الرحابة في العيش وتطلق العنان لافكارها، تحب التحرك بحرية وتفضل السفر بإمكانها الانطلاق لتحقيق هدف بتصميم عظيم ولكنها قد تحطم كل شيء بعمل طائش ، لذا يتعذر ضبط سلوكها في بعض المواقف.
ب- الطموح:كان الهدف من اللون الأزرقالداكن كخلفية هو إبراز اللون المائل للبرتقاليال\ي كتب به العنوان ، فهذا اللون تحديدا يرمز إلى الطموح الذي لا يقهر و الإرادة الحديدية ، النابعة من نفس نالت نصيبها من القهر و الألم ، وهي نفس ثائرة (اللون الأزرق الداكن)
أما شكل القلب الذي توسط الغلاف فيدل على مدى حساسية الكاتبة لاحداث الحياة
أما الاطلال التي تظهر داخل القلب فترمز إلى نوع من الانعزال ، فمن المحتمل أن كاتبتنا قد لاقت نوعا من الرفض من طرف المحيطين بها دفعها للانعزال و الإكتئاب.




1-4 تحليل ملامح وجه الكاتبة الظاهر في الصورة خلف الغلاف:
تدل قراءة الوجه على مايلي:
1. القوة و التسلط منت خلال شكل الوجه
2. الذكاء القدرات العلمية العالية و العلاقات الاجتماعية الجيدة و التفوق من خلال الجبهة
3. قوة العاطفة و القدرة على المواجهة من خلال شكل القسم الأوسط من الوجه
4. النشاط و الحيوية و القوة الجسدية و قوة الارادة من خلال الجزء السفلي للوجه
5. الإصرار و الإرادة مع وجود ميل للمرض النفسي من شكل و لون الخدين
6. الطيبة والاعتدال من شكل الأنف ، و القدرة على ضبط النفس من شكل الذ قن
7. ميل للحزن و الياس و الاكتئاب من شكل الفم

2- السمات النفسية الظاهرة من خلال تحليل المجموعة القصصية مضمونا:

2-1 العلاقة الاسرية الجيدة :
وهذا ظاهر من خلال امضاء الكاتبة في آخر نص الاهدا ء الذي كتبته في أول صفحة من الكتاب الذي أهدتني إياه ، كان الحرف الأول من الأمضاء للقب العائلي وهذا يعكس التمسك بالعائلة واحترامها لها مع استقرار في العلاقات الأسرية وتطورها كما يدل هذا على ميل الكاتبة للعاطفة وتعلقها الشديد بأسرتها التي تكون حاضرة حتى في إمضائها وهذا إسقاط منها لتلك العلاقة الجيدة و التي هي في مصلحتها لأن الإمضاء يتجه نحو اليمين.

2-2 الاتزان و حب العمل:
يظهر من خلال خط يد الكاتبة الذي كتبت به نص الاهداء أنها ذات طموح كبير و تتميز بالتفكير العميق الذي يسمح لها بالنجاح كما انها من النوع الذي يميل إلى الشهرة و الأضواء ، إنها في الواقع محط انظار الكثيرين و تجدر الأشارة أن جل المشاهير و الناس الناجحين في حياتهم إجمالا يكتبون بنفس نوع خط الكاتبة.
أمالت الكاتبة خط ها قليلا نحو اليمين أندفاعا منها و بحثا عن العلاقات و الالتقاء بالآخرين ، او على الأقل نجدها مهياة لذلك في أي وقت كما انها تعبر عن عواطفها بكل طلاقة و تحفظ مع إظهار للمشاعر لذلك فهي تلعب دورا فاعلا في الحياة مع التميز بتحكيم القلب بدل العقل.
كتبت الكاتبة بخطوط منحدرة و لم تتمكن من السيطرة على حركة يدها ولا إتباع خط مستقيم وذ لك لإنهماكها في العمل و بالتالي فهي شخص متزن من ذوي العزم أو قد تكون لديها بوادر المرض النفسي و من المحتمل أن تكون متشائمة تعاني الإحباط و خيبة الأمل .



3-2 تحقيق الذات:
من خلال العناوين يلاحظ أن الكاتبة تميل إلى اختيار العناوين ذات الصبغة الاسمية وهي عناوين ثابتة لا تتغير وهذا دليل على ميلها لتاكيد ذاتها ، فالعنوان الاسمي الذي لا يتغير يعبر عن السمات الالثابتة في شخصية الكاتبة وهي ايضا تميل إلى الثبات النسبي وكانت العناوين في مجملها مكونة من كلمة أو لكمتين على الأكثر على غرار : الظل ، الرحيل، المحاكمة،... وهي تد\ل على وضوح هدف الكاتبة في الحياة ، على العموم فهي لا تحب اللف و الدوران وإنما ترسم خطا واضحا و تلازمه \دون انحراف.
أما العنوان -سيحدث ذات يوم- فيدل على تخوف الكاتبة من المستقبل أو من المجهول و هو خوف الذي يميز المرضى العصايين وهذا لا يدل على ان كاتبتنا تحمل أعراض المرض النفسي و إنما هو خوف طبيعي متأصل في كل ذات بشرية


2-4الاضطراب اللغوي
من خلال علامات الوقف ، على العموم غابت عتلامات الوقف من المجموعة القصصية –عصي على النسيان- وهذا مطابق للنمط اللغوي الذي تنتهجه الكاتبة في حديثها فهي لا تأخذ نفسا عميقا وانما تحاول قول كل ما يجول في خاطرها مرة واحدة لذا نجدها تعانى نوعا من االتأتأة القرارية التي تمتاز بتوقفات مهمة أثناء الكلام و تكون مصحوبة بجهد تنفسي كبير . ويدل ذلك على تزاحم الأفكار في رأس صاحبتنا و عدم قدرتها على تنظيمها.

2-5 الانفجار الانفعالي:
الواضح في قصيدة عصي على النسيان هو الثورة الانفعالية التي تنقلها لالنا القصيدة من خلال الكلمات : تبكيني، يحرقني، تعذبني، يؤلمني ، تقتلني.... وهي مشاعر في مجملها سلبية قد تكون نتيجة ترسبات لأحداث الماضي في حياة الكاتبة أو نتيجة علاقات عاطفية فاشلةعاشتها الكاتبة أو محصلة إحباطات متواصلة تعرضت لها الكاتبة . وهي في الواقع كلمات تعبر عن مدى رفض الكات بة لما يحيط بها من ظروف اجتماعية و نفسية خاصة...

2-6 تحليل مضمون قصة ظاهرة زيف كنموذج:

تبين من خلال تحليل مضمون ظاهرة زيف الطبيعة الفمية للكاتبة ، فصاحبتنا على ما يبدو لها علاقة بالمرحلة الفمية وهي المرحلة الأولى من مراحل النمو النفسي والثابت علميا أن الواحد منا يمر بمراحل اثناء نموه النفسي و تسمى المرحلة الأولى بالمرحلة الفمية و التي يسعى فيها الطفل إلى أشباع حاجاته من خلال فمه –المص و الارضاع- وما دل على هذا هو استخدام كاتبتنا لكلمات – يصمتون، تساءلت، فمي،...- و هي ذات طابع لا شعوري ، أما ما تعرضت له كاتبتنا أثناء نموها النفسي في هذه المرحلة فهو يتعلق بأمرين : الاشباع أو الاحباط، مهما يكن ما حدث فالكاتبة قد استخدمت ميكانيزم الاستعلاء أو التسامي للتعبير عن ذلك ، فطورت لغتها في شكل دفاعي فكانت هذه الروايات.

2-7 الثقة بالنفس:
من تاملي المطول للبداية و النهاية الإلزاميةالتي اخترقت بصري لتستقر كلماتها في قلبي و تلازم خاطري ايقنت أنها تحمل سرا تأبى المبدعة الافصاح عنه ففيها من التلاعب في الكلمات و الجرأة في انتقاء الكلمات ما يدل عل ثقة عالية في النفس و حنكة و سلاسة في التعامل كما أنها تكشف عن العاطفة الكبيرة التي لم تجد بعد مأوى لها.