تنشئة الطفل الأوراسي من خلال الحكايات

تنشئة الطفل الأوراسي من خلال الحكايات الشعبية
نتائج الدراسة المقارنة بين الريف و المدينة من حيث قيم
- تروي الأسر في المدينة قصصا كما تروى في الريف. فالحكاية إذن وسيلة للتنشئة في المدينة كما في الريف.
- يهدف كل من اسر الريف و المدينة إلي التنشئة الصالحة.
- تختلف ظروف السرد في المدينة عنه في الريف: ففي المدينة قد تحكيها الأم أو الأب في أي مكان, و في أي وقت من النهار. أما في الريف فتخصص لذلك جلسة معينة في حلقـة يترأسها كبار السن, أيّن يقومون بسرد الحكايات ليلا فقط.

- من حيث نوع القيم:
تتنوع الحكاية في الريف حسب القيم التي تحملها فنجد:
القيمة العلمية و أخري تحمل قيمة دينية و قيم أخلاقية, اجتماعية.
أما الحكاية في المدينة فان تنوعها اقل. كما تغلب عليها حكايات للتسلية ( نكت ), مستوحاة من برامج تلفزيونية ( الفهامة ) أو حصل عليها من قراءة القصص المكتوبة.

- من حيث كمّ القيم:
- تحمل الرواية الريفية عدد كبير متصل و متشابك من القيم من كل نوع, أما في المدينة فيقل وجـود حكاية تحمل أكثر من قيمة واحدة.
- تحتاج الرواية الريفية لقدرة عقلية و مجهود ذهني كبير لاستنباط القيم الموجـودة فيها, علي عكـس الرواية في المدينة التي تهتم بالموضوع.

- الوسائل الاخري المستعملة إلي جانب الحكاية في تنشئة الطفل الاوراسي:
من خلال الدراسة الاستطلاعية اتضح أن هناك وسائل أخري مستعملة في نقل و غرس قيم تنشيئية للطفل الاوراسي عدى الحكاية, حيث تحتل كل من التلفزة و الإذاعة الصدارة في نقل القيم التنشيئية للطفل الاوراسي في البيئة الريفية و المدينة علي حدّ السواء.
أما الانترنيت فلا وجود لها في الريف, عكس المدينة التي ينتشر فيها استعمال الانترنيت إلي جانب الهاتف الخلوي و إن كان بنسب ضئيلة و هذا ربما راجع إلي الوعي بما تنقله من القيم السلبية أكثرمنها ايجابية تأثر في شخصية الطفل.



الخلاصة

بعـد عرض ما توصلنـا إليـه من نتائـج فيـما يخـص الحكايـة فـي منطقـة الاوراس. نرى انـه قـد تـم تفسـير العــديد من الجـوانب الخفـيّة فـي عمليـة سـرد الحـكايات الشعـبية ولا سـيّما أننـا قـد تنـاولنـاه فـي إطـار مقارنـة بيـن الريـف والمـدينـة, وقـد مسّـت هــذه المقارنة محتـوى الحكايات و القـيم التـي تسـعى إلـي نقـلها.
و ككـل البحوث, يقوم بحثنا علي جانب نظري جمع كل ما استطعنا من مادة علمية تأهلنـا للغوص فـي هذا المشروع العلمـي القيـم مدعميـن إياها بالجـانب التطبيقـي المتصل فـي عمليـة جمـع و تسجيـل عـدد من الحكايـات الشعبيـة, حتـى تتـم دراسـتنا بالواقعيـة و الموضوعيـة.
لم تكن عمليـة السـرد الشفهـي للحكاية فـي الجـزائر عمـوما و فـي الاوراس علـي وجه الخصـوص بالعمليـة الحديـثة, إذ لهـا من الجـذور ما يجعلـنا نتـوصّل إلـي البعـد الفكــري, الدينـي, النفسـي و الاجتماعـي للمنطقـة, و هنا تكمـن أهميـة هـذا الموضـوع العلمـي.
ولا يمكـننا التحـدث عن النقـاط الايجابيـة لعمليـة السـرد هـذه, وان كـانت تحمــل فـي مضاميـنها بعـض القـيم الســـلبية التـي تـدعو إلـي القلـق. أما مهمـة تنقـية هـذا الـتراث الشعبـي من السموم فتقـع علـي كاهـلنا كـلّنا كأخصائـيين نفسانـيين و كأخصائـيين فـي علـم الاجتمـاع و كفقـهاء الدّيـن الإسلامـي الحنيـف, فـهو دور مشتـرك و متكامل, ذلك لإبراز القيم الأخلاقـية و الجمالـية لمجتمعنـا, فالحكايـة مـرآة عاكسـة للمجتـمع.