رد الشيخ عبيد الجابري على ما نقلته جريدة الشروق الجزائرية منذ أيام

أما أنا فلي في قول الشيخ رأي ٌ آخر:
الشيخ عبيد الجابري محقٌّ في الذي ذهب إليه ،صادقٌ ليس في ذلك شكٌّ - إن كنّا نؤمن بالظاهر -ونترك السرائر لربّ السّرائر.
لا يختلف اثنان ولا ينتطح عنزان في أنّ الرّجل السّائل متطرّفٌ غالٍ في دينه يصف شيخا بالإرجاء وهو براءٌ منه ، ثمّ إنّه جاهلٌ سوقيٌ ليس في ذلك أدنى ريبة ، وإن كان خطره عظيما في مجتمعاتنا.
ولكنّي - وهذا رأيي لا ألزم به أحدا - رأيت في كلام الشيخ نبرة غضب كنت أود لو يبرأ منها رؤوس الدعوة لأنّها ستؤثّر في أتباعهم سلبا وغلوّا ،وأنت لو لاحظت كلمة الشيخ :الجزائريون والليبيون حمير إلا من رحم الله). لرأيتها تتقاطر غضبا وحنقا ، أجمل منها - في رأيي - أن لو قام فتوضّأ حتّى يسكت عنه الغضب.
كلمة حمير كلمةٌ مذكورة في القرآن الكريم (إنّ أنكرَ الأصوات لصوتُ الحمير)،وهي في موضع الآية مريحةٌ للقارئ ليست اللفظة قلقةً ولا نابيةً ولا شاذة، وهذا شأن ألفاظ القرآن الكريم كلّها لأنّها كلام الله الذي لا يدانيه كلامٌ بَــــلْـــــهَ أن يعلوَ عليه.
ولكنها في كلام الشيخ قلقةٌ نابيةٌ شاذّةٌ حتى وإن استثنى
ثم إنّ الاستثناء في قوله: (إلاّ من رحم الله) جملة مذكورة في القرآن أيضا مع بعض الاختلاف بين لفظ الألوهية والربوبية، وهي في القرآن أجمل وأنظر و أبهى وأعطر قال تعالى وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي‏)[‏ يوسف‏:53]‏ فالاستثناء هنا يدل على أنّ النفوسَ أمّارة بالسوء في حال العموم ثمّ يستثني ما رحم الله فقط وهم القلّة.
وعلى هذا الأمر قس كلام الشيخ يخرج لك الجواب ، وإن كنت أصرّ على أنّ هذا الرّأيَ مقصورٌ عليّ لا ألزمه أحدا من الناس.
وغفر الله لنا وللشيخ ولسائر المؤمنين