المفهوم الصحيح للإسلام الذي تخرج به الأمــة من الفتن

موضوع: المفهوم الصحيح للإسلام الذي تخرج به الأمــة من الفتن اليوم في 21:26

--------------------------------------------------------------------------------

إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله أمــــــا بعد :
عرفنا في مساهمة ماضية ـ والتي كانت بعنوان : السبيل الذي تخرج به الأمــة من الذل والهوان ـ أنّ هذا السبيل هــو الرجوع إلى الشرع والمتمثل في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو الخلاص الوحيد للأمــة
مما آلت إليه أحـــوالها المفزعـــة والمريرة التي تبكي الأحجار قبل القلوب .
لما توصلنا إلى هذا إعترضتنا مشكلـــة عــويصــة وهي : تعدد المفاهيم للإسلام واختلاف أهله فيما بينهم
و افتراقهم إلى فرق وأحـــزاب وجماعات متناحـــرة كل حزب بما لديهم فرحون .
فمــــــــــــــــــــــا المفهوم الصحيح للإسلام الذي تقوم عليه الأمـــــــــــــــــــــــــــــة ؟؟؟؟؟؟؟
فنقول وبالله نستعين ومنه نستمد العون والتوفيق والسداد في القول والعمل : ما دام أنَّ أهل الإسلام اليوم مختلفون ولم نعرف المحق منهم من المبطل ، فلنتركهم وحالهم ونعـــود إلى عهد الإسلام الأول ، إذ أنّه من المعلوم بالضرورة أنَّ
هذا الإسلام قبل أن يصل إلى أهــل زماننا الذين اختلفوا فيه ، قد وصل إلى أناس قبلهم وفهموه حقيقة الفهم وطبقوه على
الوجه الذي أراده الله منهم وتمسّكوا به التمسّك الصحيح حتى نالوا أعلى الدرجات وفازوا برضى الله عنهم ونبيه صلى
الله عليه وسلم ، هؤلاء هـــم الصحابة رضوان الله عليهم ، تلقــوا القرآن غضا طريا من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينه لهم النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة البيان وفسره لهم حقيقة التفسير بأقواله وأفعاله وتقريراته ، فنقلوا عنه
المفهوم الصحيح للإسلام على الوجه الذي يريده الله ، وبلغوه لمن بعدهم من التابعين ،وهؤلاء بلغوه لمن بعدهم ..وهكذا
قال الله تعالى : (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ... )) ، فالله تعالى رضي عن الصحابة ليس لقوتهم ولا لكثرة عددهم .... إنّمــا رضي عنهم لفهمهم الصحيح للإسلام
وتمسّكهم به على الوجه الذي أراده منهم .
إذن إذا أردنا أن نفهم الإسلام كما أنزله الله تعالى ونعمل به على الوجه الذي طلبه منا يجب أن نعـــود إلى مـــا
كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم نفهم الإسلام كما فهموه ونطبقه كما طبقوه ونتمسّك به كما تمسكوا به ، نمشي حيثوا
مشــوا ونقف حيثوا وقفوا ، نقل ما قالوا ونسكت حيثوا سكتوا .... حتى ننال رضى الله كما نالوه .
ملاحظة : الموضوع لم ينته بعد سنكمله في المرة القادمة إن شاء الله

موضوع: رد: المفهوم الصحيح للإسلام الذي تخرج به الأمــة من الفتن اليوم في 11:52

--------------------------------------------------------------------------------

تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــابع :
إذن المفهوم الصحيح للإسلام الذي تقوم عليه الأمـــة والذي تسترجع به عزَّها المفقود ليس كما تفهمه المعتزلة ولا الخوارج ولا المرجئة ولا اشيعــة وليس الإسلام كما يفهمه كثير من الأحزاب الإسلامية المعاصرة الذين فرقوا الإسلام إلى طوائف وشيع كل حزب بما لديهم فرحـــون .
إنـــما الإسلام الصحيح كما فهمه الصحابة والتابعون ومن تبعهم بإحسان من القرون الثلاثة المفضلة قال صلى الله عليه وسلم (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ))
وهذا هو سبب إختلاف المسلمين اليوم وفي العصور الأولى إذ أنّهم لــم يرجعـــوا فــــي
فهم الكتاب والسنة إلى ما كان عليه السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان ، بـــــل
اعتمدوا على مفاهيمهم وما إمتلكوه من معارف في تفسيرهم لنصوص الكتاب والسنة فوقعوا
في شرعظيم وفي اختلاف كثير .
وسأضرب أمثـــلة للدلالة على وجوب الرجوع إلى الصحابة في فهم الكتاب والسنة وأنّ
سبب الإختلاف الذي وقعت فيه الأمــة في القديم وفي الحديث هــو عدم الرجوع إلى هذا المصــــــــــدر الثالث : فهــــــــــــــــــــم الصحابــــــــــة .
الكثير منّا يسمع بالمعتزلة وهي فرقة من الفرق الإسلامية ،هؤلاء كانوا يقدمون العقل على النقل أي يقدمون الأقيسة العقلية على النقل من نصوص الكتاب والسنة .
من بين العقائد التي كانت تعتقدها المعتزلــة نفيهم لرؤية الله تعالى يوم القيامة ودليلهم في ذلك ليس فهم السلف إنما أدلــــــة عقلية ، حيث إعتقدوا بعقولهم أنّه يستحيل لهذا الإنسان الضعيف أن يرى الله تعالى العظيم ، لما إعتقـــدوا هذا أخذوا يستدلون على هذا المعتقد الفاسد
فلووا نصوص القرآن على ما يوافق معتقدهم وضعفوا الأحاديث التي تخالف أهواءهم .
قال الله تعالى : (( وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظـــرة )) فهذه الآية تصرح برؤية الله يوم القيامة وهذا ما فهمه الصحابة ويفهمه كـــل عارف باللغة العربية ، ولكن المعتزلــة لما
لم يرجعــوا إلى الصحابة في فهم القرآن حرفــوا الآية كما قلت على ما يوافق هواهم ، قالوا
ليس معناها إلى ربها ناظرة وإنّما إلى نعيــــــــم ربها ناظرة ، أي تقدير مضاف محذوف وهو
(( نعيم )) .
لـــو نرجع إلى العقل كما فعلت المعتزلة لقلنا هذا تفسير صحيح لأنّ العرب يقدرون في بعض الأحيان مضافا محذوفا يدل عليه سياق الكلام ، لكـــــــــــــــــــــــــــــــــن !!!!!!
حين نرجع إلى ما فهمه السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم نجدهم لم يقدروا هذا المضاف المحذوف الذي قدرته المعتزلة بل قالوا أنّ الله يرى يوم القيامة ، وهذا ماعليه أهل
السنة والجماعة .
إذن لـــم نعرف بطلان قـــول المعتزلة إلاّ بالرجوع إلى فهم الصحابة .
ـــ ظهرت في القديم فرقة يقال لها القاديانية ، من بين عقائدها أنّ النبوة لم تختم وأنّه سيأتي
نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك زعمــوا النّبوة في أحدهم أنّه نبي يوحى إليه من الله تعالى ، وهؤلاء لم يكفروا بنصوص الشرع الدالة على ختم النبـــــــوة أو يردوها إنّما فسروها بتفاسير لـغويـــــة صحيحة لا يردها ويبين بطلانها إلا الرجوع إلى فهم الصحابــــة
رضوان الله عليهم أجمعين .
هناك آية في كتاب الله تعالى يقول فيها ربنا : (( .... ولكن رسول الله وخاتم النبيين ...))
ماذا قالت القاديانية ؟؟؟؟؟؟
قــالوا خاتم النبيين ليس بمعنى آخر النبيين وإنّــما بمعنى زينة النبيين كما أنّ الخاتم هو زينة الأصابع ، وهذا تفسير لغوي جيد لا غبار عليه لكـــــــــــــــــــــن !!!!!! .
هــــل فهم الصحابة هذا الفهم ؟؟ الجواب :لا!!! إذن هذا التفسير مردود على أصحابه والصحيح ما كان عليه الصحابة ومن تبعهم من اعتقادهم أنّ النّبوة اختتمت بالنّبي صلى الله عليه وسلم .
إذن لابد من الرجوع في فهم الكتاب والسنة إلى ما كان عليه الصحابة والتابعين ومن تبعهم
بإحسان حتى نسلم من كل هذه الإختلافات التي مزقت جسد الأمـــة وكانت من أسباب ضعفها
وهوانها على أعدائها .
إذا كان كذلك فلا يكفي اليوم أن نقــول الكتاب والسنة لأننا نكون قد حشرنا أنفسنا في منهج
يضــم ثلاثا وسبعين فرقـــة التي أخبرنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم (( ... وستفتــــــرق
أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقــة .... )) ، وكل هذه الفرق تتبع الكتاب والسنة لكن كلّ على حسب فهمه وعلمه دون الرجـــوع إلى الصحابة .
فلابدّ أن نميز أنفسنا عنهم بالإنتساب إلى الصحابة رضوان الله عليهم في فهم الكتاب والسنة
فنقـــــول : الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح .
ولذلك قال الإمام مالك عليه رحمة الله الذي كان إماما للمسلمين في عصره وهو إمام المسلمين في عصرنا وسيبقى إماما للمسلمين إلى أن تقـــوم الساعــة ، قال وهو يبين وجوب الرجوع إلى فهم الصحابة للكتاب والسنة (( ولن يصـــلح آخــر هــذه الأمـــة إلاّ بما صلـــح
بـــه أولـــــها )) .

ــ هـــل وجوب الرجوع إلى الصحابة هــو إجتهاد أو هــو نصّ شرعي ؟؟؟؟؟
هذا ما سنعرفه إن شاء الله في مساهمة قادمــة . ــ والله ولي التوفيق ــ
[b]

تـــــــــــــابع لما قبله .
توصّلنا في المساهمة السابقة إلى وجوب الرجـــوع إلى الصحابة رضي الله عنهم أجمعين في فهم الكتاب والسنة وقلنا أنّ سبب إختلاف الأمـــة إلى أحزاب وفرق وجماعات هـــو عدم رجوعهم في فهم الكتاب والسنة إلـى
ما كان عليه السلف من الصحابة ومن تبعهم ، ثم ختمنا المساهمة بتساؤل قلنا فيه : هل وجوب الرجوع إلى الصحابة في فهم الكتاب والسنة هــو من قبيل الإجتهاد أو أمـــر منصــوص عليه ؟
وهذا هــو أوان الإجابة على هذا التساؤل الذي تأخرنا فيه وذلك لأسباب يعلمها الله سبحانه وتعالى .
ـ إعـــلم أخي المسلم أنّ وجوب الرجوع إلى الصحابة الكــرام في فهم الكتاب والسنة ولزوم الأصــول الشرعية التي كانوا عليها والتمسّك بقـــواعد المنهج التي ساروا عليها ليس أمـــرا إجتهاديا يمكن أن يقبل الأخذ والرد
أو القبــول والرفض أو يمكن أن يزاد فيه أو ينقص حسب الوقائع والأحــوال ، بل نصّ شرعــي وأمـــر من الله
تعالى واجب على المسلم الحريص على الحق أن يمتثله دون تردّد أو نظــر .
ـ فمن القرآن قــوله تعالى : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولّــه ما تولّى ونصله جهنّم وساءت مصيرا )) .
وسبيل المؤمنين فـي الآية هــو طريق الصحابة لأنهم هم الذين كانوا مؤمنين أثناء نزول هذه الآية
وليس هناك مؤمنين إلاّ هـــم ، فتوعد الله تعالى بجهنّم لمن يخالف النبي صلى الله عليه وسلم ولا يتبع منهج
الصحابة في فهم الكتاب والسنة والعمل بهما .
ـ ومن السنّة قــوله صلى الله عليه وسلّـــم في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه : (( ...وإنّه
من يعش منكم فسيرى إختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين ... )) .
فبيّن النبي صلى الله عليه وسلــم أنّ العاصم من الخلاف هــو التمسّك بسنته كما تمسّك بها الخلفاء الراشدون وكما فهموها وعملوا بها .
وهناك أدلة أخرى كثيرة من الكتاب والسنة تأمـــر بالرجوع إلى الصحابة رضي عنهم في فهمهم
للكتاب والسنة إكتفينا بدليلين محافظة على الإختصار .
فتبيّن لنا بهذا أنّ الرجوع إلى الصحابة رضي الله عنهم أمــر واجب محتـّــم حتى تنجو الأمــة من الإختلاف والتفرق الذي شتّت شملها وأضعف قــوتها .

ـ وللحديث بقية ـ

تــــــــــــــــــــــــــــتابع لما قبله :
إنّ عـــدم الرجوع إلى الصحابة رضـــوان الله عليهم أجمعين في فهم الكتاب والســـنة والتّمسّك بما كانوا عليه من العلم النافع والعمل الصالح والعقيدة الصافية النقية هــــو سبب ضلال كثير من الناس سواء المتقدمين أو المتأخرين ، لأنّهم رضي الله عنهم همزة وصل بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلّم .
قال الله تعالى : (( وأنزلنا إليك الكتاب لتتبيّن للناس ما نزل إليهم )) لمــا سمع النبي صلى الله عليه وسلّـــم هذه الآيــة قام وبيّن كل معالم الإسلام لأصحابه رضي الله عنهم وهم بدورهم تمسّكوا بهذا الفهـــم
وبلّغــــــوه لمن بعدهم ....... وهكذا
فنحن حين نتمسّك بفهم الصحابة معنى هذا أنّنا تمسّكنا بالبيان الذي بيّنه الرسول صلى الله عليه وسلّـــم
حين سمع تلك الآيـــة ساعتها نسلم من كل ّ خلاف وتفرّق ونصبح أمـــة واحدة يقودها القرآن والسنّـــة .
ــ والله من وراء القصد ــ