مايسمى ألاحتفال بالمولد النبوي
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مايسمى ألاحتفال بالمولد النبوي
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
كثير من العادات المنتشرة بين المسلمين اليوم، أصلها من عادات النصارى وقد وقع فيها المسلمون، كما ورد في الحديث قال صلى الله عليه وسلم: « لتتبعن سنن الذين من قبلكم » متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، مع أنه لا يحكم على من قلد النصارى في تلك العادات بأنه صار نصرانياً، فكذلك لا يحكم على من قلد زنادقة الفاطميين في بدعة المولد بأنه زنديق.
كما أنه لاتلازم بين وقوع الشخص في البدعة، وكونه ضالاً آثماً، فقد ذكر العلماء أن الفاضل قد يفعل البدعة، ويكون مأجوراً على نيته، وحسن قصده، معذوراً بتأويله، والبحث ليس في حكم من يفعل المولد، وإنما في حكم فعله في حد ذاته، هل هو موافق لقواعد الشرع، متفق مع نصوصه، أم بدعة وإحداث في الدين. وأما الحكم على فاعله فهذا قد يكون مأجوراً، وقد يكون مأزوراً، وقد يكون معذوراً بجهله، وقد يكون رجلاً صالحاً أخطأ في اجتهاده، وقد يكون زنديقاً؛ فليس البحث في هذا أصلاً.
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكذلك ما يحدثه بعض الناس، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له، والله قد يثيبهم على المحبة والاجتهاد، لا على البدع من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضاً، أو راجحاً، لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا". (اقتضاء الصراط 295).
ومن عجائب المعترض أنه زعم أن الإمام ابن كثير أثنى على أحد الملوك لعمله المولد، ثم جعل ثناء ابن كثير عليه، مناقضاً لقول من قال من العلماء إن أول من أحدث الاحتفال بالمولد النبوي هم الزنادقة الفاطميون العبيديون في المائة الرابعة.
قال المعترض: "قال ابن كثير: "الملك المظفر أبو سعيد كوكيري، أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك الأمجاد، له آثار حسنة (وانظر إلى قوله آثار حسنة) وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان مع ذلك شهماً شجاعاً فاتكاً عاقلاً عالماً عادلاً، رحمه الله وأحسن مثواه.." إلى أن قال "..وكان يصرف في المولد ثلاثمائة ألف دينار".اهـ.
فانظر رحمك الله إلى هذا المدح والثناء عليه من ابن كثير إذ أنه وصفه بأنه عالم، عادل، شهم ، شجاع، إلى قوله: رحمه الله وأحسن مثواه، ولم يقل: زنديق، فاجر، فاسق، مرتكب الفواحش والموبقات" انتهى كلام المعترض.
والجواب: أن الإمام ابن كثير في كتابه البداية والنهاية، ينقل التاريخ، ولايعني نقله لحدث تاريخي، أنه يقرّ ما فيه، وأما ثناؤه على صفات الملك الحميدة، فلا يتناقض مع كون المولد بدعة، فالشخص قد يجمع بين الصواب و الخطأ، والسنة والبدعة.
وهذا الملك (كوكبري) كانت لديه بدع أخرى أيضاً، كما قال ابن كثير في المصدر نفسه: "ويعمل للصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر يرقص بنفسه معهم". انتهى، مع ما له أيضاً من الخير والإحسان والبر والجهاد.
هذا مع أنه قد يمدح بعض الملوك أو السلاطين لأعمال يقومون بها، هي مذمومة لو فعلها غيرهم، والبدعة قد يفعلها جهلة الملوك، بحسن قصد، فيثابون على قصدهم الحسن، وإن كان ما فعلوه بدعة يجب النهي عنها.
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم، لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قدمت لك أنه يحسن من بعض الناس، ما يستقبح من المؤمن المسدد، ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء: إنه أنفق على مصحف ألف دينار، ونحو ذلك فقال دعه، فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب، أو كما قال، مع أن مذهبه: أن زخرفة المصاحف مكروهة، وقد تأول بعض الأصحاب أنه انفقها في تجديد الورق والخط". (اقتضاء الصراط ص 297).
فحتى لو فرض أن الإمام ابن كثير أثنى على الملك الذي احتفل بالمولد، فلما يتضمنه ذلك من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته -وهذا قليل في الملوك-، فحسّن من هذا الوجه الثناء به على ذلك الملك، وإن كان قد يستقبح من المؤمن المسدد، مع أن هذا لايعني إقرار الإمام ابن كثير بدعة المولد، بل ثناؤه كان على حسن قصد الملك، لا على بدعة المولد.
هذا وقد اتفق السلف الصالح على ذم البدع، والنهي عنها والتحذير منها، وأما ما ورد عن بعض الصحابة أو العلماء من استحسان بعض البدع، فالمقصود الإطلاق اللغوي، وليس المعنى الشرعي. وقال ابن رجب: "فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه، فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية. فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لمّا جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك، فقال:« نعمت البدعة هذه ». (جامع العلوم والحكم ص 252).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "كل ما لم يشرع من الدين فهو ضلالة، وما سمي بدعة، وثبت حسنه، بأدلة الشرع فأحد الأمرين فيه لازم، إما أن يقال ليس ببدعة في الدين، وإن كان يسمى بدعة من حيث اللغة كما قال نعمت البدعة هذه ". (مجموع الفتاوى 10/471 ـ 22/ 234).
وقال الشاطبي في معرض رده على المستحسن للبدع بقول عمر رضي الله عنه، فقال: "إنما سماها بدعة باعتبار ظاهر الحال من حيث تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتفق أن لم تقع في زمان أبي بكر رضي الله عنه، لأنها بدعة في المعنى".(الاعتصام 1/195).
وكذلك قصد الشافعي عندما قال: "المحدثات من الأمور ضربان: ما أحدث يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً، فهذه البدعة ضلالة، وما أحدث لا خلاف فيه لواحد من هذا، فهذه محدثة غير مذمومة، قد قال عمر رضي الله عنه في قيام رمضان "نعمت البدعة هذه"، يعني إنها محدثة لم تكن، وإن كانت فليس فيها رد لما مضى". (ابن عساكر في تبيين كذب المفتري ص 97).
يقصد البدعة في اللغة، وليس الإحداث في الدين، ويدل على هذا أن الإمام الشافعي نفسه يقول: "وهذا يدل على أنه ليس لاحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول إلا بالاستدلال، إلى أن قال: ولا يقول بما استحسن، فإن القول بما استحسن شيء يحدثه لا على مثال سبق". (الرسالة 504).
وأما الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله، الذي قسم البدع إلى خمسة أقسام، واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة، فهو إنما نظر إلى العمل من حيث وجه الإحداث فيه، وكونه أمراً مبتدأ، سواء كان عبادة أو غيرها، ولهذا فقد أدخل المصالح المرسلة في هذا التقسيم. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: « كل بدعة ضلالة »، قاعدة كلية عامة تستغرق جميع جزيئات وأفراد البدع، لأن لفظ كل من ألفاظ العموم، وقد ذكر أهل اللغة أن فائدة لفظ كل هو رفع احتمال التخصيص إذا جاء مضافاً إلى نكره، أو جاء للتأكيد.
ولأن كل عند أهل اللغة والأصول لاتدخل إلا على ذي جزئيات وأجزاء، ومدلولها في الموضعين الإحاطة بكل فرد من الجزئيات أو الأجزاء.
ولأنها إذا أضيفت إلى نكره كما في قوله تعالى: { كُلُّ امْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ } و{ وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ } و{ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ } و { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ } فإنها تدل على العموم المستغرق لسائر الجزئيات، وتكون نصاً في كل فرد دلت عليه تلك النكرة، مفرداً كان أو تثنيةً أو جمعاً، ويكون الاستغراق للجزئيات بمعنى أن الحكم ثابت لكل جزء من جزيئات النكرة، وإذا طبقنا هذا على حديث « كل بدعة ضلالة » فإنه يعني أنه لايمكن أن تخرج أي بدعة عن وصف الضلال، كما لاتخرج أي نفس عن كونها ذائقة الموت، وكل إنسان عن كونه طائره في عنقه.
وأما ما نقله -المعترض- من أن بعض العلماء قسموا البدع إلى حسنة وسيئة على غير معنى اللغوي بالبدعة، فلاحجة في قول أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، بل الحجة في كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك احتجاجه بقول من قال بجواز الاحتفال بالمولد -مثل الإمام السيوطي وغيره- لاحجة فيه، بل هو مخالف للأدلة، وما كان عليه الصحابة، والقرون المفضلة، ولا يلزم من ذلك الطعن على من أجازه من العلماء، ورميهم بالبدعة والضلالة، كما تقدم إيضاح ذلك.
كثير من العادات المنتشرة بين المسلمين اليوم، أصلها من عادات النصارى وقد وقع فيها المسلمون، كما ورد في الحديث قال صلى الله عليه وسلم: « لتتبعن سنن الذين من قبلكم » متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، مع أنه لا يحكم على من قلد النصارى في تلك العادات بأنه صار نصرانياً، فكذلك لا يحكم على من قلد زنادقة الفاطميين في بدعة المولد بأنه زنديق.
كما أنه لاتلازم بين وقوع الشخص في البدعة، وكونه ضالاً آثماً، فقد ذكر العلماء أن الفاضل قد يفعل البدعة، ويكون مأجوراً على نيته، وحسن قصده، معذوراً بتأويله، والبحث ليس في حكم من يفعل المولد، وإنما في حكم فعله في حد ذاته، هل هو موافق لقواعد الشرع، متفق مع نصوصه، أم بدعة وإحداث في الدين. وأما الحكم على فاعله فهذا قد يكون مأجوراً، وقد يكون مأزوراً، وقد يكون معذوراً بجهله، وقد يكون رجلاً صالحاً أخطأ في اجتهاده، وقد يكون زنديقاً؛ فليس البحث في هذا أصلاً.
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكذلك ما يحدثه بعض الناس، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له، والله قد يثيبهم على المحبة والاجتهاد، لا على البدع من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضاً، أو راجحاً، لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا". (اقتضاء الصراط 295).
ومن عجائب المعترض أنه زعم أن الإمام ابن كثير أثنى على أحد الملوك لعمله المولد، ثم جعل ثناء ابن كثير عليه، مناقضاً لقول من قال من العلماء إن أول من أحدث الاحتفال بالمولد النبوي هم الزنادقة الفاطميون العبيديون في المائة الرابعة.
قال المعترض: "قال ابن كثير: "الملك المظفر أبو سعيد كوكيري، أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك الأمجاد، له آثار حسنة (وانظر إلى قوله آثار حسنة) وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان مع ذلك شهماً شجاعاً فاتكاً عاقلاً عالماً عادلاً، رحمه الله وأحسن مثواه.." إلى أن قال "..وكان يصرف في المولد ثلاثمائة ألف دينار".اهـ.
فانظر رحمك الله إلى هذا المدح والثناء عليه من ابن كثير إذ أنه وصفه بأنه عالم، عادل، شهم ، شجاع، إلى قوله: رحمه الله وأحسن مثواه، ولم يقل: زنديق، فاجر، فاسق، مرتكب الفواحش والموبقات" انتهى كلام المعترض.
والجواب: أن الإمام ابن كثير في كتابه البداية والنهاية، ينقل التاريخ، ولايعني نقله لحدث تاريخي، أنه يقرّ ما فيه، وأما ثناؤه على صفات الملك الحميدة، فلا يتناقض مع كون المولد بدعة، فالشخص قد يجمع بين الصواب و الخطأ، والسنة والبدعة.
وهذا الملك (كوكبري) كانت لديه بدع أخرى أيضاً، كما قال ابن كثير في المصدر نفسه: "ويعمل للصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر يرقص بنفسه معهم". انتهى، مع ما له أيضاً من الخير والإحسان والبر والجهاد.
هذا مع أنه قد يمدح بعض الملوك أو السلاطين لأعمال يقومون بها، هي مذمومة لو فعلها غيرهم، والبدعة قد يفعلها جهلة الملوك، بحسن قصد، فيثابون على قصدهم الحسن، وإن كان ما فعلوه بدعة يجب النهي عنها.
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم، لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قدمت لك أنه يحسن من بعض الناس، ما يستقبح من المؤمن المسدد، ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء: إنه أنفق على مصحف ألف دينار، ونحو ذلك فقال دعه، فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب، أو كما قال، مع أن مذهبه: أن زخرفة المصاحف مكروهة، وقد تأول بعض الأصحاب أنه انفقها في تجديد الورق والخط". (اقتضاء الصراط ص 297).
فحتى لو فرض أن الإمام ابن كثير أثنى على الملك الذي احتفل بالمولد، فلما يتضمنه ذلك من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته -وهذا قليل في الملوك-، فحسّن من هذا الوجه الثناء به على ذلك الملك، وإن كان قد يستقبح من المؤمن المسدد، مع أن هذا لايعني إقرار الإمام ابن كثير بدعة المولد، بل ثناؤه كان على حسن قصد الملك، لا على بدعة المولد.
هذا وقد اتفق السلف الصالح على ذم البدع، والنهي عنها والتحذير منها، وأما ما ورد عن بعض الصحابة أو العلماء من استحسان بعض البدع، فالمقصود الإطلاق اللغوي، وليس المعنى الشرعي. وقال ابن رجب: "فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه، فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية. فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لمّا جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك، فقال:« نعمت البدعة هذه ». (جامع العلوم والحكم ص 252).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "كل ما لم يشرع من الدين فهو ضلالة، وما سمي بدعة، وثبت حسنه، بأدلة الشرع فأحد الأمرين فيه لازم، إما أن يقال ليس ببدعة في الدين، وإن كان يسمى بدعة من حيث اللغة كما قال نعمت البدعة هذه ". (مجموع الفتاوى 10/471 ـ 22/ 234).
وقال الشاطبي في معرض رده على المستحسن للبدع بقول عمر رضي الله عنه، فقال: "إنما سماها بدعة باعتبار ظاهر الحال من حيث تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتفق أن لم تقع في زمان أبي بكر رضي الله عنه، لأنها بدعة في المعنى".(الاعتصام 1/195).
وكذلك قصد الشافعي عندما قال: "المحدثات من الأمور ضربان: ما أحدث يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً، فهذه البدعة ضلالة، وما أحدث لا خلاف فيه لواحد من هذا، فهذه محدثة غير مذمومة، قد قال عمر رضي الله عنه في قيام رمضان "نعمت البدعة هذه"، يعني إنها محدثة لم تكن، وإن كانت فليس فيها رد لما مضى". (ابن عساكر في تبيين كذب المفتري ص 97).
يقصد البدعة في اللغة، وليس الإحداث في الدين، ويدل على هذا أن الإمام الشافعي نفسه يقول: "وهذا يدل على أنه ليس لاحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول إلا بالاستدلال، إلى أن قال: ولا يقول بما استحسن، فإن القول بما استحسن شيء يحدثه لا على مثال سبق". (الرسالة 504).
وأما الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله، الذي قسم البدع إلى خمسة أقسام، واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة، فهو إنما نظر إلى العمل من حيث وجه الإحداث فيه، وكونه أمراً مبتدأ، سواء كان عبادة أو غيرها، ولهذا فقد أدخل المصالح المرسلة في هذا التقسيم. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: « كل بدعة ضلالة »، قاعدة كلية عامة تستغرق جميع جزيئات وأفراد البدع، لأن لفظ كل من ألفاظ العموم، وقد ذكر أهل اللغة أن فائدة لفظ كل هو رفع احتمال التخصيص إذا جاء مضافاً إلى نكره، أو جاء للتأكيد.
ولأن كل عند أهل اللغة والأصول لاتدخل إلا على ذي جزئيات وأجزاء، ومدلولها في الموضعين الإحاطة بكل فرد من الجزئيات أو الأجزاء.
ولأنها إذا أضيفت إلى نكره كما في قوله تعالى: { كُلُّ امْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ } و{ وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ } و{ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ } و { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ } فإنها تدل على العموم المستغرق لسائر الجزئيات، وتكون نصاً في كل فرد دلت عليه تلك النكرة، مفرداً كان أو تثنيةً أو جمعاً، ويكون الاستغراق للجزئيات بمعنى أن الحكم ثابت لكل جزء من جزيئات النكرة، وإذا طبقنا هذا على حديث « كل بدعة ضلالة » فإنه يعني أنه لايمكن أن تخرج أي بدعة عن وصف الضلال، كما لاتخرج أي نفس عن كونها ذائقة الموت، وكل إنسان عن كونه طائره في عنقه.
وأما ما نقله -المعترض- من أن بعض العلماء قسموا البدع إلى حسنة وسيئة على غير معنى اللغوي بالبدعة، فلاحجة في قول أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، بل الحجة في كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك احتجاجه بقول من قال بجواز الاحتفال بالمولد -مثل الإمام السيوطي وغيره- لاحجة فيه، بل هو مخالف للأدلة، وما كان عليه الصحابة، والقرون المفضلة، ولا يلزم من ذلك الطعن على من أجازه من العلماء، ورميهم بالبدعة والضلالة، كما تقدم إيضاح ذلك.
Fodil- مـديـر الموقع
- عدد الرسائل : 343
نقاط النشاط : 6530
تاريخ التسجيل : 18/01/2008
رد: مايسمى ألاحتفال بالمولد النبوي
مشكور على هذا الموضوع
فالنبي صلى الله عليه وسلم دائما في قلوبنا ونحن لا نحتاج يوما من اجل ان نتذكر فيه هذا الرجل العظيم من اراد ان يحتفل بعيد ميلادك فعليه يوميا ان يصلي ويسلم عليه ويعمل بسننه ويتبعه في كل ما امر به وينتهي عن كل ما نهى عنه فهو دائما في ذاكرتنا ونحن نحتفل بميلاده يوميا بتباع سننه وسنن الخلفاء الراشدين من بعده
فالنبي صلى الله عليه وسلم دائما في قلوبنا ونحن لا نحتاج يوما من اجل ان نتذكر فيه هذا الرجل العظيم من اراد ان يحتفل بعيد ميلادك فعليه يوميا ان يصلي ويسلم عليه ويعمل بسننه ويتبعه في كل ما امر به وينتهي عن كل ما نهى عنه فهو دائما في ذاكرتنا ونحن نحتفل بميلاده يوميا بتباع سننه وسنن الخلفاء الراشدين من بعده
ناصرالعربي- المراقب العام
- عدد الرسائل : 1100
العمر : 44
البلد/المدينة : عين الحجل
المزاج : الحمد لله في نعمه
رقم العضوية : 3
الأوسمة :
نقاط النشاط : 6581
تاريخ التسجيل : 07/02/2008
رد: مايسمى ألاحتفال بالمولد النبوي
جزاك الله كل خير على هذا الموضوع لأنه قد عمت به البلوى واعتاده كثير من الناس حتى جعلوه دينا يتبع وضاهوا به عيد الفطر والأضحى
الأثري- مشرف سـابق
- عدد الرسائل : 138
العمر : 50
البلد/المدينة : عين الحجل
الأوسمة :
نقاط النشاط : 6139
تاريخ التسجيل : 01/04/2008
رد: مايسمى ألاحتفال بالمولد النبوي
شكرا مدير بحق وحقيق
المسلمة- مشرف سـابق
- عدد الرسائل : 197
العمر : 37
البلد/المدينة : ارض الله واسعة
المزاج : متفائلة
رقم العضوية : 324
نقاط النشاط : 6044
تاريخ التسجيل : 02/05/2008
رد: مايسمى ألاحتفال بالمولد النبوي
بارك الله فيك لكن في الحقيقة هل نستطيع ان نغير هذه العادة وهي من الاعياد الدينية و الرسمية ولنا فيها عطلة
aroia- عضو متألق
- عدد الرسائل : 194
العمر : 51
البلد/المدينة : بوسعادة
نقاط النشاط : 6236
تاريخ التسجيل : 30/01/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى