هام... وعاجل ، ضوابط التعقيب بين الجنسين
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هام... وعاجل ، ضوابط التعقيب بين الجنسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي أعضاء هذا المنتدى المبارك من باب النصح الذي حثنا عليه ديننا الحنيف ، يطيب لي أن انقل لكم هذه الكلمات المباركة التي كتبها شيخنا الدكتور أبو عمر علي الصياح الأستاذ المشارك في علوم الحديث جامعة محمد بن سعود الإسلامية ، حيث كانت بدايتنا في إحد المنتديات الإسلامية المباركة ، فلاحظ الشيخ حفظه الله بعض التجاوزات في التعقيبات بين الإناث والذكور ( طبعا عن حسن نية دافعها الحماس في المشاركة بالمواضيع الدعوية ) لكن حسن النية لا يبرر الأخطاء ، فكانت هذه الكلمات الناصحة ، وها انذا أضعها لعلها تنفعنا كما قد أتت ثمارها من قبل.
كلام الشيخ أبو عمر الصياح :
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان توضيحي حول مسألة (التعقيب بين الجنسين)
-دعوة لمراجعة النفس التي حث الإسلام عليها-
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى آله وصحبه، وبعد:
(1)
-من علامة صحة الايمان السؤال عن هذه المسألة احتياطا للدين، وحفاظا على الإيمان..-الذي ربما يذهب بعضه أو كله والشخص لا يشعر؟!- فبينما هذه التقية تسأل عن دينها..تجد أختا أخرى غرقت في بحار الحديث مع الرجال كتابة في المنتديات أو لفظا-عن طريق الشات وغيره-..فأصبح هذا الأمر عاديا بالنسبة لها -وكثرت المساس يقلل الإحساس!-..بل ترى الحديث عن هذه المسألة..(تشدد!)، (تكلف!)..ولا تحب الحديث عن هذه المسألة ..هروبا من الواقع الذي تعيشه، وقد دخلت بنية حسنة ولكن خرجت بنية أخرى!! فما أعجب حال هذه القلوب وسرعة تقلبها؟!
وأذكّر أن حديثي ليس موجها للواتي خلعن جلباب الحياء، وتمردن عن شريعة رب العباد، فهي تتعرف على هذا، وتحاور هذا، وتمزح مع ذاك، وتخبر هذا بتفصيلات حياتها..فهذا الصنف أصلا لا يلتفت إلى هذه الأمور بل يراها من بنيات الطريق.. فقلبها ميت في الأصل! نعم..ربما تفيق ..ولكن بعد كارثة!-نسأل الله العفو والعافية-... ***********************************
(2)
-ومما أنبه عليه أن هذه المسألة ليست خاضعة لرأي كل من هب ودب كل يبدي وجه نظره من غير نظر في نصوص الشرع ..التي منها نستمد آدابنا وأخلاقنا وشريعتنا..فليست المسألة (عادات وتقاليد) أو (اختلاف بيئات وثقافات)..-كما يحب بعض الناس تصوير هذه المسألة-...
المسألة –يا أخوة- ماذا دلت عليها شريعتنا (الكتاب والسنة)التي ننطلق منها جميعا نحن المسلمين..في هذه المسألة-وسأذكر النصوص الشرعية في نهاية الكلام إن شاء الله-.
***********************************
(3)
قاعدة الشرع الكبرى أن الرجل لا يعامل المرأة في الحديث والمعاملة كأنها رجل، وكذلك العكس..لان هناك ميلا فطريا من الجنسين للآخر.
ولتعلم الأخت الكريمة أن كثرة الردود والتعقيبات على الرجال -وبالذات إذا خصت شخصا بكثرة المحاورة معه والكتابة- ..سوف.. تشعر بانجذاب نحوه وتتلهف على تعقيبه مهما كانت ناضجة وصلبة وقوية!!.. ولكن هذه الصلابة والقوة-جزما-مع الوقت سوف تنهار لترجع المرأة إلى حالاته الطبيعية التي خلقها الله عليها(أنثى)!..وهذا هو الإعجاب والعشق المهلك..الذي يذهب حلاوة القرآن ..وحلاوة الإيمان..ستجد أن قلبها ليس هو الأوَّل العامر بالإيمان المتلذذ بآيات الرحمن...
(قصة!)
وكلنا يذكر تلك القصة المؤلمة لأخت محافظة -على نوافل الصلاة والصيام وتلاوة القرآن والصدقة- وجدت أخاً لها..تحادثه في الإنترنت عن الدين والخلق ..حديث منضبط..ولكن مع الوقت شعرت بانجذاب نحوه وأصبحت تتلهف على موعد المحادثة..نسيت حلاوة القرآن..حلاوة الصلاة والصيام..حلاوة مناجاة الله..أصبح جلوسها عند الشبكة أكثر من الصلاة..ومن قراءة القرآن..ساعات طويلة؟؟..-ياسبحان الله ما أضعف هذا المخلوق..حين يستولي عليه الشيطان..ويزين له القبيح!!-..وبعد فترة..طفح الكيل..فأرسلت له رسالة..تقول فيها: (أنا –بصراحة-أحبك!!)..
الأخ-كان محافظا ويريد نشر العلم، غافل عن هذه المسائل- صُدم من هذا جدا..فقال لها: أنت لا تستحقين لقب داعية..إذا كنت كذلك، فتركها مرةً واحدةً، ولم يكلمها أبدا..، فكان درسا قويا لها ..جعلها ترجع للحقيقة..بكت!! ..أخذت تخاطب نفسها: كنت أخدع نفسي: أقول: أنا داعية؟!..آه..كيف ضيعت تلك الأوقات في حديث ليس لله –تأملن أخواتي :ليس لله..ليس لله..يعني لا قيمة له!!- هو من حظوظ نفسي...ربي رجعت إليك فتقبلني..سوف أرجع إلى القرآن، والسنة، واجلس مع أمي وأبي –منذ أن تعرفت على ذاك وأنا لست معهم..جسدي معهم، وقلبي يقول: متى يأت موعد المحادثة- درس عظيم..فهل من معتبر؟!..
أختي:
من الآن ..اجلسي..مع نفسك قبل فوات الآوان...امنحي نفسك فرصة للتفكير..
ارحمي نفسك..تذكري كل الشريط الماضي..هل هو لله..أم هو تلذذ شخصي...
جميل أن تفعلي هذا..الآن بدون تردد-فتوكلي على الله-
(4)
أنبه هنا أنَّي أجزم جزما يكاد يصل إلى اليقين بأنَّ من وقع منه شيء من هذا..أنه وقع بعفوية تامة، نتاج قلة العلم الشرعي بحكم هذه المسألة، أو لسرعة الرد بدون تفكير أو تمحيص للعبارة..، أو عاطفة قوية غير منضبطة..مع عدم وجود ما يشغل من العلم النافع..
وسبب هذا الجزم واضح وبسيط هو: أنّه لو كان هناك أحد عنده سوء نية لذهب إلى منتديات متخصصة في هذا، مليئة-وللأسف-بنساء عندهنَّ فراغ روحي قاتل..فهنّ يشبعن هذا الفراغ مع هؤلاء..، ولما فكّر بهذه المنتديات العظيمة التي يذكر اسم الله فيها كثيرا، ويقرر فيها العلم الشرعي صباح مساء..ولا يدخلها في الغالب إلاّ الصفوة-نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا-.
كما أنبه أننا كلنا بدون استثناء عرضة لمثل هذا..ولكن هذا لا يمنع الجميع من النصيحة والبيان..وكذلك لا يمنع البقية من الرجوع للحق والصواب..فلا خير فينا إذا لم نقلها..ولا خير فيهم إذا لم يسمعوها!!
**************************
(5)
في ضوء ما سبق أقول: قد راجعت جميع الروابط المرسلة، وكذلك العبارات المنتقدة فخرجت بهذه الرؤيا:
أ- المشكلة ليست في بالقول بجواز التعقيب بين الجنسين بالضوابط الشرعية التي دلّ عليها الكتاب والسنة...المشكلة في التطبيق والانضباط في العبارة..
ب- وقد لاحظت عبارات وتعقيبات من بعض الأخوة والأخوات-وفقهم الله جميعا- غير لائقة
-مع تأكيدي على حسن الظن بالجميع كما تقدم-..
والحق مرّ..ولكن عاقبته حميدة.. ومن روائع الكلام ...قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- في كتابه إلى أبي موسى الأشعري «ولا يمنعنك قضاء قضيته بالأمس - فراجعت فيه عقلك، وهديت لرشدك - أن ترجع إلى الحق، فإنَّ الحقَ قديمٌ، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل ».
***********************************
(6)
وبما أن المشكلة في التطبيق أرى ما يلي:
المنتديات قسمان:
-منتديات علمية..لا حرج في التعقيب..في ضوابط محددة-تقدم بيانها في مقالي"طالبة العلم والإنترنت"- وكل مشرف مسئول عن منتداه..- مسئول في الدنيا والآخرة-
-عامة ..وهذا يخصص للرجال فقط..
هذا ما تبين لي بعد طول نظر..وتأمل وسؤال...والسلامة لا يعدلها شيء..وهذا ما دلت عليه أصول الشريعة وقواعد الدين -كما سيأتي-
وفق الله الجميع ...
-لازلت أكرر أن الانترنت نعمة كبرى للمرأة بشرط أن تحسن التعامل معه..وإما إذا كان مصدر فتنة لها...فالبعد والسلامة...واجب!
*******************************
من هدي القرآن والسنة في هذه المسألة
(أ)
(يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً)(الأحزاب: 32)
تأمل -يا طالب العلم - لعظم هذه المسألة خصها الله بالذكر..ومثل القول الكتابة التي تحمل خضعانا!.
(ب)
(وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)(الأحزاب: 53)
والصواب في المتاع هنا أنه عام يشمل أواني البيت أو سؤال علم وغيره.. فهذا دليل على أنه لا يجوز للرجل مخاطبة المرأة الأجنبية إلا للحاجة: سؤال علم، أوحاجة دنيوية-مثل:رد على الهاتف- وكل شيء بقدره!..وهذا بيّن ولله الحمد
فإذا كان هذا الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن أطهر النساء فكيف بغيرهنّ؟!، ومن هذه الآية نستفيد قاعدة عظيمة وهي: أنه كلما بعد الإنسان عن الأسباب الداعية إلى الشر فإنه أسلم له وأطهر لقلبه فلهذا من الأمور الشرعية التي بين الله كثيرا من تفاصيلها أن جميع وسائل الشر وأسبابه ومقدماته ممنوعة وأنه مشروع البعد عنها بكل طريق...فتأملي ياطالبة العلم..هذه الفائدة العظيمة!
-وما قلته هو خلاصة الكلام على الآية الكريمة-
(ج)
(فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا)(القصص: 25)
ما أجلَّ هذه الآية..لو عُقدتْ محاضرات في بيان آداب المرأة المسلمة من هذه الآية لما كان كثيرا!!
تأمل (عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) لماذا نصَّ على الحياء!
تأمل (إِنَّ أَبِي) فهي مطيعة لأبيها..لا تفعل شيئا من ورائه!
تأمل (يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) بدون كثرة كلام فالقرآن ما حكى لنا إلاّ ما حصل!..ما فيه سواليف ..ومزح..وترحيب زائد..؟!!
ولتعلم الأخت الكريمة أن الله لم يذكر هذه المرأة وأثنى عليها إلاّ لتقتدي بها النساء، فما أحسن أن تقتدي طالبات العلم بها!
(د)
وفي حديث أُسَامَةَ بن زَيْدٍ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ على الرِّجَالِ من النِّسَاءِ ».متفق عليه
(هـ)
وفي حديث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ما رأيت من نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ من إِحْدَاكُنَّ يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ » متفق عليه
(و)
من سير السلف
كان سعيد بن المسيب يقول -وقد أتت عليه ثمانون سنة: منها خمسون يصلي فيها الصبح بوضوء العشاء، وهو قائم على قدميه يصلي-: « ما شيء أخوف عندي عليّ من النساء »
أخيرا
(قصة واقعية-نقلتها بتصرف!-)
خطب شاب فتاة.. وافق أبوها على الخطبة وتمت الرؤية الشرعية سر بها العريس وسرت به ..فرحت البنت سيتحقق حلمي..
ذهب العريس إلى عملة اخبر بعض أصحابه بأنه سيتزوج ابنة فلان بارك له الجميع وفي اليوم التالي جاءه أحد زملائه وقال له: الله الله!! أنت إذن ستتزوج الكاتبة الفلانية التي تكتب في المنتدى الفلاني نظر العريس إلى زميله متعجباً عن من تتحدث وما هذا الكلام؟؟؟؟؟؟؟
قال زميله خطيبتك كاتبه في منتدى بالاسم الفلاني ؟
قال: وما أدراك ومن أعلمك ؟
قال أختي تعرفها وأسرت لها بذلك ؟وهي تكتب باسم مستعار
فتح الزميل المنتدى استخرج بالبحث جميع مواضيعها ثم بدأ الاثنان في التصفح
فها هي ترد على فلان، وتشكر فلان، وتتناقش مع فلان، وتضحك من طرفة فلان، وهذا فلان يمدح ما تكتب ويثني على ماتقدم، وهي ترد عليه بالثناء والشكر، وهذا يهدي..لها وهي تهدي له!!
احمر وجه الخطيب وخرج من المكتب واتصل بخطيبته فاجاءها بسؤال واحد:
هل أنتي الكاتبة الفلانية في المنتدى الفلاني ؟؟
قالت: نعم أنا هي!-بفرح وسرور؟!!-
قاطع حديثها وقال: آسف أنا لا أتزوج فتاة انترنت-بهذا الشكل!!!!-
******************
تعليق مختصر:
القصة تحتاج إلى تعليق طويل وتحليل، وبيان هل موقف الشاب صحيح أم لا؟!..وغير ذلك من التحليل المنطقي الشرعي!..ولكن الذي يعنيني هنا ما تحته خط فقط باللون الأزرق..والباقي لا أعلق عليه..
وتعليقي قلته في مقالي "طالبة العلم والإنترنت" « لتعلم الأخت الكريمة أن الرجال العقلاء يكرهون المرأة التي تكثر من التعقيب على الرجال-بدون حاجة- إنما (كيف حالك!)، (اشتقنا لك!).. »
وهنا أنهي ما في جعبتي بوصية الأخوة والأخوات بتقوى الله عزوجل في السر والعلن..وأنبه أن جميع ما تقدم مع مقالي "طالبة العلم والإنترنت" يعم الجنسين..
**************************
أقول ما تقدم هو اجتهاد أبي عمر الصياح في هذه المسألة فإن يكن صواباً فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان..وقد صدر هذا الكلام من أخ محب مشفق..يرجو النجاة لنفسه ولأخوانه ولعموم المسلمين.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح )))
[وصلى الله على سيدنا محمد وسلم عليه تسليماً كثيراً
إخواني وأخواتي أعضاء هذا المنتدى المبارك من باب النصح الذي حثنا عليه ديننا الحنيف ، يطيب لي أن انقل لكم هذه الكلمات المباركة التي كتبها شيخنا الدكتور أبو عمر علي الصياح الأستاذ المشارك في علوم الحديث جامعة محمد بن سعود الإسلامية ، حيث كانت بدايتنا في إحد المنتديات الإسلامية المباركة ، فلاحظ الشيخ حفظه الله بعض التجاوزات في التعقيبات بين الإناث والذكور ( طبعا عن حسن نية دافعها الحماس في المشاركة بالمواضيع الدعوية ) لكن حسن النية لا يبرر الأخطاء ، فكانت هذه الكلمات الناصحة ، وها انذا أضعها لعلها تنفعنا كما قد أتت ثمارها من قبل.
كلام الشيخ أبو عمر الصياح :
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان توضيحي حول مسألة (التعقيب بين الجنسين)
-دعوة لمراجعة النفس التي حث الإسلام عليها-
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى آله وصحبه، وبعد:
(1)
-من علامة صحة الايمان السؤال عن هذه المسألة احتياطا للدين، وحفاظا على الإيمان..-الذي ربما يذهب بعضه أو كله والشخص لا يشعر؟!- فبينما هذه التقية تسأل عن دينها..تجد أختا أخرى غرقت في بحار الحديث مع الرجال كتابة في المنتديات أو لفظا-عن طريق الشات وغيره-..فأصبح هذا الأمر عاديا بالنسبة لها -وكثرت المساس يقلل الإحساس!-..بل ترى الحديث عن هذه المسألة..(تشدد!)، (تكلف!)..ولا تحب الحديث عن هذه المسألة ..هروبا من الواقع الذي تعيشه، وقد دخلت بنية حسنة ولكن خرجت بنية أخرى!! فما أعجب حال هذه القلوب وسرعة تقلبها؟!
وأذكّر أن حديثي ليس موجها للواتي خلعن جلباب الحياء، وتمردن عن شريعة رب العباد، فهي تتعرف على هذا، وتحاور هذا، وتمزح مع ذاك، وتخبر هذا بتفصيلات حياتها..فهذا الصنف أصلا لا يلتفت إلى هذه الأمور بل يراها من بنيات الطريق.. فقلبها ميت في الأصل! نعم..ربما تفيق ..ولكن بعد كارثة!-نسأل الله العفو والعافية-... ***********************************
(2)
-ومما أنبه عليه أن هذه المسألة ليست خاضعة لرأي كل من هب ودب كل يبدي وجه نظره من غير نظر في نصوص الشرع ..التي منها نستمد آدابنا وأخلاقنا وشريعتنا..فليست المسألة (عادات وتقاليد) أو (اختلاف بيئات وثقافات)..-كما يحب بعض الناس تصوير هذه المسألة-...
المسألة –يا أخوة- ماذا دلت عليها شريعتنا (الكتاب والسنة)التي ننطلق منها جميعا نحن المسلمين..في هذه المسألة-وسأذكر النصوص الشرعية في نهاية الكلام إن شاء الله-.
***********************************
(3)
قاعدة الشرع الكبرى أن الرجل لا يعامل المرأة في الحديث والمعاملة كأنها رجل، وكذلك العكس..لان هناك ميلا فطريا من الجنسين للآخر.
ولتعلم الأخت الكريمة أن كثرة الردود والتعقيبات على الرجال -وبالذات إذا خصت شخصا بكثرة المحاورة معه والكتابة- ..سوف.. تشعر بانجذاب نحوه وتتلهف على تعقيبه مهما كانت ناضجة وصلبة وقوية!!.. ولكن هذه الصلابة والقوة-جزما-مع الوقت سوف تنهار لترجع المرأة إلى حالاته الطبيعية التي خلقها الله عليها(أنثى)!..وهذا هو الإعجاب والعشق المهلك..الذي يذهب حلاوة القرآن ..وحلاوة الإيمان..ستجد أن قلبها ليس هو الأوَّل العامر بالإيمان المتلذذ بآيات الرحمن...
(قصة!)
وكلنا يذكر تلك القصة المؤلمة لأخت محافظة -على نوافل الصلاة والصيام وتلاوة القرآن والصدقة- وجدت أخاً لها..تحادثه في الإنترنت عن الدين والخلق ..حديث منضبط..ولكن مع الوقت شعرت بانجذاب نحوه وأصبحت تتلهف على موعد المحادثة..نسيت حلاوة القرآن..حلاوة الصلاة والصيام..حلاوة مناجاة الله..أصبح جلوسها عند الشبكة أكثر من الصلاة..ومن قراءة القرآن..ساعات طويلة؟؟..-ياسبحان الله ما أضعف هذا المخلوق..حين يستولي عليه الشيطان..ويزين له القبيح!!-..وبعد فترة..طفح الكيل..فأرسلت له رسالة..تقول فيها: (أنا –بصراحة-أحبك!!)..
الأخ-كان محافظا ويريد نشر العلم، غافل عن هذه المسائل- صُدم من هذا جدا..فقال لها: أنت لا تستحقين لقب داعية..إذا كنت كذلك، فتركها مرةً واحدةً، ولم يكلمها أبدا..، فكان درسا قويا لها ..جعلها ترجع للحقيقة..بكت!! ..أخذت تخاطب نفسها: كنت أخدع نفسي: أقول: أنا داعية؟!..آه..كيف ضيعت تلك الأوقات في حديث ليس لله –تأملن أخواتي :ليس لله..ليس لله..يعني لا قيمة له!!- هو من حظوظ نفسي...ربي رجعت إليك فتقبلني..سوف أرجع إلى القرآن، والسنة، واجلس مع أمي وأبي –منذ أن تعرفت على ذاك وأنا لست معهم..جسدي معهم، وقلبي يقول: متى يأت موعد المحادثة- درس عظيم..فهل من معتبر؟!..
أختي:
من الآن ..اجلسي..مع نفسك قبل فوات الآوان...امنحي نفسك فرصة للتفكير..
ارحمي نفسك..تذكري كل الشريط الماضي..هل هو لله..أم هو تلذذ شخصي...
جميل أن تفعلي هذا..الآن بدون تردد-فتوكلي على الله-
(4)
أنبه هنا أنَّي أجزم جزما يكاد يصل إلى اليقين بأنَّ من وقع منه شيء من هذا..أنه وقع بعفوية تامة، نتاج قلة العلم الشرعي بحكم هذه المسألة، أو لسرعة الرد بدون تفكير أو تمحيص للعبارة..، أو عاطفة قوية غير منضبطة..مع عدم وجود ما يشغل من العلم النافع..
وسبب هذا الجزم واضح وبسيط هو: أنّه لو كان هناك أحد عنده سوء نية لذهب إلى منتديات متخصصة في هذا، مليئة-وللأسف-بنساء عندهنَّ فراغ روحي قاتل..فهنّ يشبعن هذا الفراغ مع هؤلاء..، ولما فكّر بهذه المنتديات العظيمة التي يذكر اسم الله فيها كثيرا، ويقرر فيها العلم الشرعي صباح مساء..ولا يدخلها في الغالب إلاّ الصفوة-نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا-.
كما أنبه أننا كلنا بدون استثناء عرضة لمثل هذا..ولكن هذا لا يمنع الجميع من النصيحة والبيان..وكذلك لا يمنع البقية من الرجوع للحق والصواب..فلا خير فينا إذا لم نقلها..ولا خير فيهم إذا لم يسمعوها!!
**************************
(5)
في ضوء ما سبق أقول: قد راجعت جميع الروابط المرسلة، وكذلك العبارات المنتقدة فخرجت بهذه الرؤيا:
أ- المشكلة ليست في بالقول بجواز التعقيب بين الجنسين بالضوابط الشرعية التي دلّ عليها الكتاب والسنة...المشكلة في التطبيق والانضباط في العبارة..
ب- وقد لاحظت عبارات وتعقيبات من بعض الأخوة والأخوات-وفقهم الله جميعا- غير لائقة
-مع تأكيدي على حسن الظن بالجميع كما تقدم-..
والحق مرّ..ولكن عاقبته حميدة.. ومن روائع الكلام ...قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- في كتابه إلى أبي موسى الأشعري «ولا يمنعنك قضاء قضيته بالأمس - فراجعت فيه عقلك، وهديت لرشدك - أن ترجع إلى الحق، فإنَّ الحقَ قديمٌ، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل ».
***********************************
(6)
وبما أن المشكلة في التطبيق أرى ما يلي:
المنتديات قسمان:
-منتديات علمية..لا حرج في التعقيب..في ضوابط محددة-تقدم بيانها في مقالي"طالبة العلم والإنترنت"- وكل مشرف مسئول عن منتداه..- مسئول في الدنيا والآخرة-
-عامة ..وهذا يخصص للرجال فقط..
هذا ما تبين لي بعد طول نظر..وتأمل وسؤال...والسلامة لا يعدلها شيء..وهذا ما دلت عليه أصول الشريعة وقواعد الدين -كما سيأتي-
وفق الله الجميع ...
-لازلت أكرر أن الانترنت نعمة كبرى للمرأة بشرط أن تحسن التعامل معه..وإما إذا كان مصدر فتنة لها...فالبعد والسلامة...واجب!
*******************************
من هدي القرآن والسنة في هذه المسألة
(أ)
(يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً)(الأحزاب: 32)
تأمل -يا طالب العلم - لعظم هذه المسألة خصها الله بالذكر..ومثل القول الكتابة التي تحمل خضعانا!.
(ب)
(وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)(الأحزاب: 53)
والصواب في المتاع هنا أنه عام يشمل أواني البيت أو سؤال علم وغيره.. فهذا دليل على أنه لا يجوز للرجل مخاطبة المرأة الأجنبية إلا للحاجة: سؤال علم، أوحاجة دنيوية-مثل:رد على الهاتف- وكل شيء بقدره!..وهذا بيّن ولله الحمد
فإذا كان هذا الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن أطهر النساء فكيف بغيرهنّ؟!، ومن هذه الآية نستفيد قاعدة عظيمة وهي: أنه كلما بعد الإنسان عن الأسباب الداعية إلى الشر فإنه أسلم له وأطهر لقلبه فلهذا من الأمور الشرعية التي بين الله كثيرا من تفاصيلها أن جميع وسائل الشر وأسبابه ومقدماته ممنوعة وأنه مشروع البعد عنها بكل طريق...فتأملي ياطالبة العلم..هذه الفائدة العظيمة!
-وما قلته هو خلاصة الكلام على الآية الكريمة-
(ج)
(فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا)(القصص: 25)
ما أجلَّ هذه الآية..لو عُقدتْ محاضرات في بيان آداب المرأة المسلمة من هذه الآية لما كان كثيرا!!
تأمل (عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) لماذا نصَّ على الحياء!
تأمل (إِنَّ أَبِي) فهي مطيعة لأبيها..لا تفعل شيئا من ورائه!
تأمل (يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) بدون كثرة كلام فالقرآن ما حكى لنا إلاّ ما حصل!..ما فيه سواليف ..ومزح..وترحيب زائد..؟!!
ولتعلم الأخت الكريمة أن الله لم يذكر هذه المرأة وأثنى عليها إلاّ لتقتدي بها النساء، فما أحسن أن تقتدي طالبات العلم بها!
(د)
وفي حديث أُسَامَةَ بن زَيْدٍ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ على الرِّجَالِ من النِّسَاءِ ».متفق عليه
(هـ)
وفي حديث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ما رأيت من نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ من إِحْدَاكُنَّ يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ » متفق عليه
(و)
من سير السلف
كان سعيد بن المسيب يقول -وقد أتت عليه ثمانون سنة: منها خمسون يصلي فيها الصبح بوضوء العشاء، وهو قائم على قدميه يصلي-: « ما شيء أخوف عندي عليّ من النساء »
أخيرا
(قصة واقعية-نقلتها بتصرف!-)
خطب شاب فتاة.. وافق أبوها على الخطبة وتمت الرؤية الشرعية سر بها العريس وسرت به ..فرحت البنت سيتحقق حلمي..
ذهب العريس إلى عملة اخبر بعض أصحابه بأنه سيتزوج ابنة فلان بارك له الجميع وفي اليوم التالي جاءه أحد زملائه وقال له: الله الله!! أنت إذن ستتزوج الكاتبة الفلانية التي تكتب في المنتدى الفلاني نظر العريس إلى زميله متعجباً عن من تتحدث وما هذا الكلام؟؟؟؟؟؟؟
قال زميله خطيبتك كاتبه في منتدى بالاسم الفلاني ؟
قال: وما أدراك ومن أعلمك ؟
قال أختي تعرفها وأسرت لها بذلك ؟وهي تكتب باسم مستعار
فتح الزميل المنتدى استخرج بالبحث جميع مواضيعها ثم بدأ الاثنان في التصفح
فها هي ترد على فلان، وتشكر فلان، وتتناقش مع فلان، وتضحك من طرفة فلان، وهذا فلان يمدح ما تكتب ويثني على ماتقدم، وهي ترد عليه بالثناء والشكر، وهذا يهدي..لها وهي تهدي له!!
احمر وجه الخطيب وخرج من المكتب واتصل بخطيبته فاجاءها بسؤال واحد:
هل أنتي الكاتبة الفلانية في المنتدى الفلاني ؟؟
قالت: نعم أنا هي!-بفرح وسرور؟!!-
قاطع حديثها وقال: آسف أنا لا أتزوج فتاة انترنت-بهذا الشكل!!!!-
******************
تعليق مختصر:
القصة تحتاج إلى تعليق طويل وتحليل، وبيان هل موقف الشاب صحيح أم لا؟!..وغير ذلك من التحليل المنطقي الشرعي!..ولكن الذي يعنيني هنا ما تحته خط فقط باللون الأزرق..والباقي لا أعلق عليه..
وتعليقي قلته في مقالي "طالبة العلم والإنترنت" « لتعلم الأخت الكريمة أن الرجال العقلاء يكرهون المرأة التي تكثر من التعقيب على الرجال-بدون حاجة- إنما (كيف حالك!)، (اشتقنا لك!).. »
وهنا أنهي ما في جعبتي بوصية الأخوة والأخوات بتقوى الله عزوجل في السر والعلن..وأنبه أن جميع ما تقدم مع مقالي "طالبة العلم والإنترنت" يعم الجنسين..
**************************
أقول ما تقدم هو اجتهاد أبي عمر الصياح في هذه المسألة فإن يكن صواباً فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان..وقد صدر هذا الكلام من أخ محب مشفق..يرجو النجاة لنفسه ولأخوانه ولعموم المسلمين.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح )))
[وصلى الله على سيدنا محمد وسلم عليه تسليماً كثيراً
أسأل الله الكريم أن يجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه.
المشتاق إلى الجنة- عضو نشط
- عدد الرسائل : 27
العمر : 47
البلد/المدينة : عين الحجل
نقاط النشاط : 6097
تاريخ التسجيل : 05/03/2008
رد: هام... وعاجل ، ضوابط التعقيب بين الجنسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشكور اخي على هذه النصيحة والحق احق ان يتبع نرجو ان يبقى منتدانا محافظا الى اقصى درجة وفق الضوابط الاسلامية ويستمر في اداء رسالته التربوية
جوادي ل- المراقب العام
- عدد الرسائل : 1811
العمر : 61
البلد/المدينة : عين الحجل
المزاج : مرح وبشوش والحمد لله
رقم العضوية : 9
الأوسمة :
نقاط النشاط : 7573
تاريخ التسجيل : 13/02/2008
رد: هام... وعاجل ، ضوابط التعقيب بين الجنسين
شكرا أخي على هذا التنبيه الهام ... سيثبّت الموضوع لينتبه اليه الجميع..
انشاء الله سنكون من الذين يسمعون القول ويتبعون أحسنه ....
انشاء الله سنكون من الذين يسمعون القول ويتبعون أحسنه ....
Fodil- مـديـر الموقع
- عدد الرسائل : 343
نقاط النشاط : 6530
تاريخ التسجيل : 18/01/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى