فاعلم انه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فاعلم انه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك
{
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُم}
العلم لا بد فيه من إقرار القلب ومعرفته، بمعنى ما طلب منه علمه، وتمامه أن يعمل بمقتضاه.
وهذا العلم الذي أمر الله به ـ وهو العلم بتوحيد الله ـ فرض عين على كل إنسان، لا يسقط عن أحد، كائنا من كان، بل كل مضطر إلى ذلك. والطريق إلى العلم بأنه لا إله إلا هو أمور: أحدها بل أعظمها: تدبر أسمائه وصفاته، وأفعاله الدالة على كماله وعظمته وجلالته فإنها توجب بذل الجهد في التأله له، والتعبد للرب الكامل الذي له كل حمد ومجد وجلال وجمال.
الثاني: العلم بأنه تعالى المنفرد بالخلق والتدبير، فيعلم بذلك أنه المنفرد بالألوهية.
الثالث: العلم بأنه المنفرد بالنعم الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، فإن ذلك يوجب تعلق القلب به ومحبته، والتأله له وحده لا شريك له.
الرابع: ما نراه ونسمعه من الثواب لأوليائه القائمين بتوحيده من النصر والنعم العاجلة، ومن عقوبته لأعدائه المشركين به، فإن هذا داع إلى العلم، بأنه تعالى وحده المستحق للعبادة كلها.
الخامس: معرفة أوصاف الأوثان والأنداد التي عبدت مع الله، واتخذت آلهة، وأنها ناقصة من جميع الوجوه، فقيرة بالذات، لا تملك لنفسها ولا لعابديها نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، ولا ينصرون من عبدهم، ولا ينفعونهم بمثقال ذرة، من جلب خير أو دفع شر، فإن العلم بذلك يوجب العلم بأنه لا إله إلا هو وبطلان إلهية ما سواه.
السادس: اتفاق كتب الله على ذلك، وتواطؤها عليه.
السابع: أن خواص الخلق، الذين هم أكمل الخليقة أخلاقا وعقولا، ورأيا وصوابا، وعلما ـ وهم الرسل والأنبياء والعلماء الربانيونـ قد شهدوا لله بذلك.
الثامن: ما أقامه الله من الأدلة الأفقية والنفسية، التي تدل على التوحيد أعظم دلالة، وتنادي عليه بلسان حالها بما أودعها من لطائف صنعته، وبديع حكمته، وغرائب خلقه.
فهذه الطرق التي أكثر الله من دعوة الخلق بها إلى أنه لا إله إلا الله، وأبداها في كتابه وأعادها عند تأمل العبد في بعضها، لا بد أن يكون عنده يقين وعلم بذلك، فكيف إذا اجتمعت وتواطأت واتفقت، وقامت أدلة التوحيد من كل جانب، فهناك يرسخ الإيمان والعلم بذلك في قلب العبد، بحيث يكون كالجبال الرواسي، لا تزلزله الشبه والخيالات، ولا يزداد ـ على تكرر الباطل والشبه ـ إلا نموا وكمالا.
هذا، وإن نظرت إلى الدليل العظيم، والأمر الكبير ـ وهو تدبر هذا القرآن العظيم، والتأمل في آياته ـ فإنه الباب الأعظم إلى العلم بالتوحيد ويحصل به من تفاصيله وجمله ما لا يحصل في غيره.
تفسير ابن السعدي -الطبعة الاولى-1419هـ-ص864
العلم لا بد فيه من إقرار القلب ومعرفته، بمعنى ما طلب منه علمه، وتمامه أن يعمل بمقتضاه.
وهذا العلم الذي أمر الله به ـ وهو العلم بتوحيد الله ـ فرض عين على كل إنسان، لا يسقط عن أحد، كائنا من كان، بل كل مضطر إلى ذلك. والطريق إلى العلم بأنه لا إله إلا هو أمور: أحدها بل أعظمها: تدبر أسمائه وصفاته، وأفعاله الدالة على كماله وعظمته وجلالته فإنها توجب بذل الجهد في التأله له، والتعبد للرب الكامل الذي له كل حمد ومجد وجلال وجمال.
الثاني: العلم بأنه تعالى المنفرد بالخلق والتدبير، فيعلم بذلك أنه المنفرد بالألوهية.
الثالث: العلم بأنه المنفرد بالنعم الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، فإن ذلك يوجب تعلق القلب به ومحبته، والتأله له وحده لا شريك له.
الرابع: ما نراه ونسمعه من الثواب لأوليائه القائمين بتوحيده من النصر والنعم العاجلة، ومن عقوبته لأعدائه المشركين به، فإن هذا داع إلى العلم، بأنه تعالى وحده المستحق للعبادة كلها.
الخامس: معرفة أوصاف الأوثان والأنداد التي عبدت مع الله، واتخذت آلهة، وأنها ناقصة من جميع الوجوه، فقيرة بالذات، لا تملك لنفسها ولا لعابديها نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، ولا ينصرون من عبدهم، ولا ينفعونهم بمثقال ذرة، من جلب خير أو دفع شر، فإن العلم بذلك يوجب العلم بأنه لا إله إلا هو وبطلان إلهية ما سواه.
السادس: اتفاق كتب الله على ذلك، وتواطؤها عليه.
السابع: أن خواص الخلق، الذين هم أكمل الخليقة أخلاقا وعقولا، ورأيا وصوابا، وعلما ـ وهم الرسل والأنبياء والعلماء الربانيونـ قد شهدوا لله بذلك.
الثامن: ما أقامه الله من الأدلة الأفقية والنفسية، التي تدل على التوحيد أعظم دلالة، وتنادي عليه بلسان حالها بما أودعها من لطائف صنعته، وبديع حكمته، وغرائب خلقه.
فهذه الطرق التي أكثر الله من دعوة الخلق بها إلى أنه لا إله إلا الله، وأبداها في كتابه وأعادها عند تأمل العبد في بعضها، لا بد أن يكون عنده يقين وعلم بذلك، فكيف إذا اجتمعت وتواطأت واتفقت، وقامت أدلة التوحيد من كل جانب، فهناك يرسخ الإيمان والعلم بذلك في قلب العبد، بحيث يكون كالجبال الرواسي، لا تزلزله الشبه والخيالات، ولا يزداد ـ على تكرر الباطل والشبه ـ إلا نموا وكمالا.
هذا، وإن نظرت إلى الدليل العظيم، والأمر الكبير ـ وهو تدبر هذا القرآن العظيم، والتأمل في آياته ـ فإنه الباب الأعظم إلى العلم بالتوحيد ويحصل به من تفاصيله وجمله ما لا يحصل في غيره.
تفسير ابن السعدي -الطبعة الاولى-1419هـ-ص864
ناصرالعربي- المراقب العام
- عدد الرسائل : 1100
العمر : 44
البلد/المدينة : عين الحجل
المزاج : الحمد لله في نعمه
رقم العضوية : 3
الأوسمة :
نقاط النشاط : 6581
تاريخ التسجيل : 07/02/2008
رد: فاعلم انه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك
بارك الله فيك أخي وجازاك عنه خيرا
salma- عضو متألق
- عدد الرسائل : 102
العمر : 42
البلد/المدينة : أم الدنيا/مصر
الأوسمة :
نقاط النشاط : 6151
تاريخ التسجيل : 20/03/2008
رد: فاعلم انه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك
مشكوره على المرو ر
ناصرالعربي- المراقب العام
- عدد الرسائل : 1100
العمر : 44
البلد/المدينة : عين الحجل
المزاج : الحمد لله في نعمه
رقم العضوية : 3
الأوسمة :
نقاط النشاط : 6581
تاريخ التسجيل : 07/02/2008
رد: فاعلم انه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك
شكرا أخي ناصر العربي على هذا الموضوع لأنه أصل دين رب العالمين وهو دعوة الأنبياء والمرسلين وهو الفيصل بين المؤمنين والمشركين وهو أول إهتمامات الدعاة الصالحين وقطب الرحى الذي عليه مدار الوحيين والمنجي لصاحبه في الدارين
ولما جهله اليوم كثير من البشر فقد وقعوا في أعظم الشر من صرف الدعاء والذبح والنذر لميت في قبره لاينفع ولا يضر ولذلك إستحقوا الهوان والصغر واستولى عليهم اليهود وعباّد البقر وأعلنوها حربا عليهم لا تبقي ولا تذر
وكل دعوة لا تبدأ بهذا الأصل الأصيل ولا تبينه للأمة بالتفصيل فانتظر منها الفشل الذريع والذهاب السريع
ولما جهله اليوم كثير من البشر فقد وقعوا في أعظم الشر من صرف الدعاء والذبح والنذر لميت في قبره لاينفع ولا يضر ولذلك إستحقوا الهوان والصغر واستولى عليهم اليهود وعباّد البقر وأعلنوها حربا عليهم لا تبقي ولا تذر
وكل دعوة لا تبدأ بهذا الأصل الأصيل ولا تبينه للأمة بالتفصيل فانتظر منها الفشل الذريع والذهاب السريع
الأثري- مشرف سـابق
- عدد الرسائل : 138
العمر : 50
البلد/المدينة : عين الحجل
الأوسمة :
نقاط النشاط : 6139
تاريخ التسجيل : 01/04/2008
رد: فاعلم انه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك
الأثري كتب:شكرا أخي ناصر العربي على هذا الموضوع لأنه أصل دين رب العالمين وهو دعوة الأنبياء والمرسلين وهو الفيصل بين المؤمنين والمشركين وهو أول إهتمامات الدعاة الصالحين وقطب الرحى الذي عليه مدار الوحيين والمنجي لصاحبه في الدارين
ولما جهله اليوم كثير من البشر فقد وقعوا في أعظم الشر من صرف الدعاء والذبح والنذر لميت في قبره لاينفع ولا يضر ولذلك إستحقوا الهوان والصغر واستولى عليهم اليهود وعباّد البقر وأعلنوها حربا عليهم لا تبقي ولا تذر
وكل دعوة لا تبدأ بهذا الأصل الأصيل ولا تبينه للأمة بالتفصيل فانتظر منها الفشل الذريع والذهاب السريع
شكرا اخي الأثري على المرور
ناصرالعربي- المراقب العام
- عدد الرسائل : 1100
العمر : 44
البلد/المدينة : عين الحجل
المزاج : الحمد لله في نعمه
رقم العضوية : 3
الأوسمة :
نقاط النشاط : 6581
تاريخ التسجيل : 07/02/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى