رفقا بالمعلم يا سادة ......
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رفقا بالمعلم يا سادة ......
رفقا بالمعلم يا سادة
كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن التربية والتعليم ، همومها ، طموحها ، أهم معوقاتها ، التحديات التي تعرقل تقدمها كما ينبغي .
والمتابع لهذه الأحاديث والتحليلات يكتشف أن معظم من تناول هذه القضية قد ألبس المعلم ثوب الذنب فيما تتعرض له العملية التربوية من نكوص ، فقد صوره البعض بالوحش الكاسر الذي لا يهنأ له بال إلا بضرب طالب هنا أوشتم طالب هناك ، ووصفه الآخر بأنه مفرغ تماما من العلم ، وثالث تطاول فقال عنه بأنه بلا ضمير ، ورابع وخامس وسادس.... وكأن لا مشكلة تواجه المجتمع والعملية التربوية إلا هذا المعلم .
رفقا بالمعلم أيها السادة ، رفقا بالمعلم أيها المنظرون ؛ لقد بات المعلم يخاف من النظر بعين الطالب وهذه حقيقة .فكيف له أن يشتمه أو يضربه ،فإن حدث أن تجرأ معلم هنا أو هناك واستجمع قواه ووجه صفعة للطالب أو ضربه بعنف فهذه أولا حالات شاذة لا يقاس عليها ، وثانيا لماذا لا يتم سؤال المعلم عن السبب ؟أليس من الممكن أن يكون الطالب نفسه قد تمادى وتجاوز الحدود ؟! ...
أما آن الأوان أن نشخص المرض كما هو بلا مواربة أو مداهنة لأحد ! أما آن الأوان أن نضع جميع المشاكل التي تعاني منها العملية التربوية نصب أعيننا كي يتم اتخاذ القرارات الجريئة والمنطقية لخلق الحلول !
إن المشاكل التي تواجه العملية التربوية في الوطن الحبيب كبيرة وكثيرة ، لكنها ليست مستحيلة الحل .... كل ما تحتاج إليه الصدق في دفع العملية التربوية إلى الأمام والمواطنة الصالحة وقليل من حلم بأن يصبح الأردن دولة متقدمة متطورة علميا شكلا ومضمونا ، وهذا هو عين الداء ، اهتممنا بالشكل ولكن المضمون غيب .
نذكر مثلا بسيطا من واقعنا ؛ فمدارسنا تعج بأجهزة الحاسوب بالوقت الذي تضيق فيه الغرف الصفية على طلابها ، فأعداد الطلبة تصل في بعض الأحيان إلى خمسين أو ستين طالب في الغرفة الواحدة ، مما يعني عدم قدرة المعلم على الشرح كما ينبغي ، عدم مقدرته على ضبط الصف كما يجب ، عدم تمكنه من متابعة جميع الطلبة ـــ وهذا هو الواقع ـــ فكيف تطالب الوزارة والمحللون والمراقبون التربويون أفضل النتائج بمثل هذه الظروف وهي غيض من فيض .
اهتمت الوزارة بتطوير المنهاج وتحسين شكله ومضمونه ــ هكذا نعتقد ــ ولكنها لم تهتم بتحسين أحوال المعلم الذي هو باعتقادي أهم من المنهاج ؛لأن المعلم الكفء منهاج يمشي بين الطلبة . فأين اهتمام الوزارة بوضع المعلم المادي ، الذي لا يخفى تأثيره على أداء المعلم إلا على جاهل أو أعمى ، فهذا السبب دفع كثير من المعلمين للعمل خارج أوقات الدوام بأعمال شتى ، ومن لا يجد عملا يبقى رهين التفكير بهذا الحال .
المتابع للقطاعات المهنية الأخرى يجد المحفزات والتشجيع منها للعاملين فيها ، فهناك من يؤمن أبناء العاملين بمقاعد جامعية مع التكفل بالرسوم كاملة أو جزء كبير منها ، وهناك من يعطي راتب ثالث عشر و رابع عشر ، تأمين خاص ، وهناك من يبتعث بعثات الحج والعمرة ........
فلماذا لا يتم مساواة المعلم بهم ، وهو الجندي الحريص على الدفاع عن ثقافة الوطن ومعتقدات المجتمع ، وهو الطبيب الذي يعالج أمراض الأخلاق ، وهو المهندس الذي يبني عقول المستقبل ، بمعنى آخر المعلم هو المجتمع .
فلم تشهد اليابان التطور إلا بعد تحسين الوضع التربوي كاملا بعد الحرب العالمية الثانية ، وكذلك ماليزيا وغيرها الكثير .!!
المأساة كبيرة ، والمشكلة كبيرة ، فلا ينبغي التهرب منها واختزالها ووضع اللوم كل اللوم على المعلم ، فرفقا بالمعلم .
أعطني طالب يحترم المعلم ومن هو أكبر منه سنا ــ وهذه مسؤولية البيت ابتداء ــ وأعطني طالب يريد أن يحقق هدفا في حياته ، يبحث عن المعلومة ، وخذ مني وعدا صادقا مسؤولا أنك لن تجد معلما يتجرأ وينظر إلى عين طالب ، فالمعلون في النهاية ليسوا من هواة الضرب أو العنف .
و أخيرا نسأل : لماذا تشيد دول الخليج التي تتعاقد مع المعلم الاردني بأخلاقه وصدقه وإخلاصه وقدرته على التدريس بالوقت الذي يتم مهاجمته داخل الوطن ؟
نترك الجواب لمن يملك حق الجواب .
لا تجعل مشاعرك أرضاً يُداسُ عليها... بل سماءً يتمنى الجميع الوصول إليها
كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن التربية والتعليم ، همومها ، طموحها ، أهم معوقاتها ، التحديات التي تعرقل تقدمها كما ينبغي .
والمتابع لهذه الأحاديث والتحليلات يكتشف أن معظم من تناول هذه القضية قد ألبس المعلم ثوب الذنب فيما تتعرض له العملية التربوية من نكوص ، فقد صوره البعض بالوحش الكاسر الذي لا يهنأ له بال إلا بضرب طالب هنا أوشتم طالب هناك ، ووصفه الآخر بأنه مفرغ تماما من العلم ، وثالث تطاول فقال عنه بأنه بلا ضمير ، ورابع وخامس وسادس.... وكأن لا مشكلة تواجه المجتمع والعملية التربوية إلا هذا المعلم .
رفقا بالمعلم أيها السادة ، رفقا بالمعلم أيها المنظرون ؛ لقد بات المعلم يخاف من النظر بعين الطالب وهذه حقيقة .فكيف له أن يشتمه أو يضربه ،فإن حدث أن تجرأ معلم هنا أو هناك واستجمع قواه ووجه صفعة للطالب أو ضربه بعنف فهذه أولا حالات شاذة لا يقاس عليها ، وثانيا لماذا لا يتم سؤال المعلم عن السبب ؟أليس من الممكن أن يكون الطالب نفسه قد تمادى وتجاوز الحدود ؟! ...
أما آن الأوان أن نشخص المرض كما هو بلا مواربة أو مداهنة لأحد ! أما آن الأوان أن نضع جميع المشاكل التي تعاني منها العملية التربوية نصب أعيننا كي يتم اتخاذ القرارات الجريئة والمنطقية لخلق الحلول !
إن المشاكل التي تواجه العملية التربوية في الوطن الحبيب كبيرة وكثيرة ، لكنها ليست مستحيلة الحل .... كل ما تحتاج إليه الصدق في دفع العملية التربوية إلى الأمام والمواطنة الصالحة وقليل من حلم بأن يصبح الأردن دولة متقدمة متطورة علميا شكلا ومضمونا ، وهذا هو عين الداء ، اهتممنا بالشكل ولكن المضمون غيب .
نذكر مثلا بسيطا من واقعنا ؛ فمدارسنا تعج بأجهزة الحاسوب بالوقت الذي تضيق فيه الغرف الصفية على طلابها ، فأعداد الطلبة تصل في بعض الأحيان إلى خمسين أو ستين طالب في الغرفة الواحدة ، مما يعني عدم قدرة المعلم على الشرح كما ينبغي ، عدم مقدرته على ضبط الصف كما يجب ، عدم تمكنه من متابعة جميع الطلبة ـــ وهذا هو الواقع ـــ فكيف تطالب الوزارة والمحللون والمراقبون التربويون أفضل النتائج بمثل هذه الظروف وهي غيض من فيض .
اهتمت الوزارة بتطوير المنهاج وتحسين شكله ومضمونه ــ هكذا نعتقد ــ ولكنها لم تهتم بتحسين أحوال المعلم الذي هو باعتقادي أهم من المنهاج ؛لأن المعلم الكفء منهاج يمشي بين الطلبة . فأين اهتمام الوزارة بوضع المعلم المادي ، الذي لا يخفى تأثيره على أداء المعلم إلا على جاهل أو أعمى ، فهذا السبب دفع كثير من المعلمين للعمل خارج أوقات الدوام بأعمال شتى ، ومن لا يجد عملا يبقى رهين التفكير بهذا الحال .
المتابع للقطاعات المهنية الأخرى يجد المحفزات والتشجيع منها للعاملين فيها ، فهناك من يؤمن أبناء العاملين بمقاعد جامعية مع التكفل بالرسوم كاملة أو جزء كبير منها ، وهناك من يعطي راتب ثالث عشر و رابع عشر ، تأمين خاص ، وهناك من يبتعث بعثات الحج والعمرة ........
فلماذا لا يتم مساواة المعلم بهم ، وهو الجندي الحريص على الدفاع عن ثقافة الوطن ومعتقدات المجتمع ، وهو الطبيب الذي يعالج أمراض الأخلاق ، وهو المهندس الذي يبني عقول المستقبل ، بمعنى آخر المعلم هو المجتمع .
فلم تشهد اليابان التطور إلا بعد تحسين الوضع التربوي كاملا بعد الحرب العالمية الثانية ، وكذلك ماليزيا وغيرها الكثير .!!
المأساة كبيرة ، والمشكلة كبيرة ، فلا ينبغي التهرب منها واختزالها ووضع اللوم كل اللوم على المعلم ، فرفقا بالمعلم .
أعطني طالب يحترم المعلم ومن هو أكبر منه سنا ــ وهذه مسؤولية البيت ابتداء ــ وأعطني طالب يريد أن يحقق هدفا في حياته ، يبحث عن المعلومة ، وخذ مني وعدا صادقا مسؤولا أنك لن تجد معلما يتجرأ وينظر إلى عين طالب ، فالمعلون في النهاية ليسوا من هواة الضرب أو العنف .
و أخيرا نسأل : لماذا تشيد دول الخليج التي تتعاقد مع المعلم الاردني بأخلاقه وصدقه وإخلاصه وقدرته على التدريس بالوقت الذي يتم مهاجمته داخل الوطن ؟
نترك الجواب لمن يملك حق الجواب .
لا تجعل مشاعرك أرضاً يُداسُ عليها... بل سماءً يتمنى الجميع الوصول إليها
alianisعضو مبدع ثمين
- عدد الرسائل : 534
العمر : 58
البلد/المدينة : djalfa
نقاط النشاط : 6194
تاريخ التسجيل : 03/01/2009
رد: رفقا بالمعلم يا سادة ......
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
HAM@DAعضو مبدع ثمين
- عدد الرسائل : 611
العمر : 53
البلد/المدينة : algerie
العمل/الترفيه : معـــــلم
الأوسمة :
نقاط النشاط : 6503
تاريخ التسجيل : 22/01/2008
رد: رفقا بالمعلم يا سادة ......
شكرا لمرورك العطر اخي حمادة
alianisعضو مبدع ثمين
- عدد الرسائل : 534
العمر : 58
البلد/المدينة : djalfa
نقاط النشاط : 6194
تاريخ التسجيل : 03/01/2009
رد: رفقا بالمعلم يا سادة ......
يبدوا أن التعليم آخر اهتمامات المسؤولين في البلاد على حد سواء.
ومادام لم يوفى المعلم حقه فلن يكون أي تقدم للبلاد حتى ولو وضعوا كل استراتيجيات التعليم في العالم.
يقال " إذا زلّ العالم (بكسر اللام) زل بزلته عالم (بفتح اللام .
فرغم أننا لسنا علماء إلاّ أننا نحن من يصنع العلماء.
)
ومادام لم يوفى المعلم حقه فلن يكون أي تقدم للبلاد حتى ولو وضعوا كل استراتيجيات التعليم في العالم.
يقال " إذا زلّ العالم (بكسر اللام) زل بزلته عالم (بفتح اللام .
فرغم أننا لسنا علماء إلاّ أننا نحن من يصنع العلماء.
)
fatimaعضو مبدع ثمين
- عدد الرسائل : 423
العمر : 48
البلد/المدينة : tiaret
الأوسمة :
نقاط النشاط : 6107
تاريخ التسجيل : 19/08/2008
رد: رفقا بالمعلم يا سادة ......
بوركت اخى الكريم على حرصك
شكرا و بارك الله فيك وسدد خطاك
شكرا و بارك الله فيك وسدد خطاك
alianisعضو مبدع ثمين
- عدد الرسائل : 534
العمر : 58
البلد/المدينة : djalfa
نقاط النشاط : 6194
تاريخ التسجيل : 03/01/2009
رد: رفقا بالمعلم يا سادة ......
alianis كتب:بوركت اختي الكريمة على حرصك
شكرا و بارك الله فيك وسدد خطاك
alianisعضو مبدع ثمين
- عدد الرسائل : 534
العمر : 58
البلد/المدينة : djalfa
نقاط النشاط : 6194
تاريخ التسجيل : 03/01/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى