يوم عاشوراء يذكر المسلمين بما حدث لفرعون

أشار الشيخ اللحيدان في كلمة وجهها لعامة المسلمين ان الله أنعم على عباده بنعم لا تحصى في أمور دينهم ودنياهم كما يسر لهم سبحانه اسباب المغفرة والرحمة وأمرهم بالأخذ بها وتفضل عليهم بقبول التوبة ودعاهم لما يحييهم ووالى مواسم الخيرات عليهم ليتدارك من زلت قدمه او اخذته غفلة عن السعي والجد في مسابقة المشمرين لنيل كريم المطالب وأعالي المراتب فلله الحمد والمنة على ما أعطى ووالى من النعم وعلى ما يرجى من كشف الكروب والمحن ثم انه قد أظلنا موسم عظيم من مواسم الخيرات أرشد الى فضله عبدالله ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه المبعوث رحمة للعالمين الذي بين لنا فضل الايام والاعمال وأرشدنا الى جميل الافعال. فما من خير الا دل الامة عليه وحثها على الأخذ منه بأوفر نصيب ولا شر الا وحذرنا منه وبين لنا مغبته ونتائج ارتكابه. وان مما أبانه لنا صلى الله عليه وسلم فضل الصيام وجزيل ثوابه وعظيم اثره على النفس بتقويمها وتطهيرها من أدران الذنوب وتذكيرها بفضل الله عليها.

وقال ان المسلمين في هذه الايام يستقبلون يوما مباركا من ايام الله المعدودة هو يوم عاشوراء عاشر شهر الله المحرم له شأن عظيم فى السابق ويرجى من الله ان يعيد ذلك على الأمة الاسلامية في هذه الايام ومن فضل هذا الشهر ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وافضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» رواه المسلم وغيره من حديث أبي هريرة وثبت عن أبي قتادة رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال «يكفر السنة الماضية» رواه مسلم وغيره فهو يوم جدير بالعناية ولعل الله ان يجدد لعباده في هذا الشهر ما حدث لفرعون وقومه وهو يوم عظيم محل عناية السابقين وقد كانت العرب تصومه في الجاهلية.

ودعا الشيخ اللحيدان الى اغتنام الفرص واقتناص المناسبات الكريمة بالتضرع الى الله وان يكشف عن المسلمين كل غمة ويدفع عنهم كل بلية وكربة وان يرد كيد الاعداء في نحورهم وأن يهلكهم كما أهلك فرعون وقومه وينبغي ملاحظة ساعات الاجابة عند الافطار وعند السحر وفي حال السجود الذي هو اقرب ما يكون العبد من ربه. انني أوصي كل مؤمن بالدعاء الصادق في كل الاوقات الفاضلة ولا سيما في جوف الليل الآخر وعسى الله ان يصرف عن بلاد الاسلام كل جور وظلم وعدوان وان يعاجل الاعداء بأنواع البلايا والنكبات وان يقي المسلمين شر كل ذي شر.